فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَنَسُوقُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرۡدٗا} (86)

{ ونسوق المجرمين إلى نار جهنم وردا ( 86 ) لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ( 87 ) وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ( 88 ) لقد جئتم شيئا إدّا ( 89 ) تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا ( 90 ) أن دعوا للرحمن ولدا ( 91 ) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ( 92 ) } .

{ ونسوق المجرمين } أي الكافرين بكفرهم كما تساق البهائم { إلى جهنم وردا } مشاة عطاشا ، والسوق الحث على السير ، والورد العطاش ، قاله الأخفش وغيره وبه قال ابن عباس وأبو هريرة . وقال الفراء وابن الأعرابي : هم المشاة . وقال الأزهري : هم المشاة العطاش كالإبل ترد الماء . وقيل وردا أي للورد ، كقولك جئتك إكراما أي للإكرام . وقيل أفرادا . قيل ولا تناقض بين هذه الأقوال فهم يساقون مشاة عطاشا أفرادا . وأصل الورد الجماعة التي ترد الماء من طير أو إبل أو قوم أو غير ذلك ، والورد الماء الذي يورد ، وقيل يساقون إلى النار بإهانة واستخفاف كأنهم نعم عطاش تساق إلى الماء .