تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ } أي : أعند هؤلاء المكذبين خزائن رحمة ربك ، فيعطون من يشاءون ويمنعون من يريدون ؟ أي : فلذلك حجروا على الله أن يعطي النبوة عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وكأنهم الوكلاء المفوضون على خزائن رحمة الله ، وهم أحقر وأذل من ذلك ، فليس في أيديهم لأنفسهم نفع ولا ضر ، ولا موت ولا حياة ولا نشور .

{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }

{ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ } أي : المتسلطون على خلق الله وملكه ، بالقهر والغلبة ؟

ليس الأمر كذلك ، بل هم العاجزون الفقراء

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

ثم يهبط بهم درجة عن درجة الخلق والإبداع لأنفسهم أو للسماوات والأرض . فيسألهم : هل هم يملكون خزائن الله ، ويسيطرون على القبض والبسط ، والضر والنفع :

( أم عندهم خزائن ربك ? أم هم المسيطرون ? ) . .

وإذا لم يكونوا كذلك ، ولم يدعوا هذه الدعوى . فمن ذا يملك الخزائن ، ومن ذا يسيطر على مقاليد الأمور ? القرآن يقول : إنه الله القابض الباسط ، المدبر المتصرف . وهذا هو التفسير الوحيد لما يجري في الكون من قبض وبسط وتصريف وتدبير . بعد انتفاء أن يكونوا هم المالكين للخزائن المسيطرين على تصريف الأمور !