تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (38)

ومن عصاه منهم قرنه في الأصفاد وأوثقه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (38)

( وآخَرينَ مُقَرّنينَ فِي الأَصْفادِ ) قال : مردة الشياطين في الأغلال .

حُدثت عن المحاربيّ ، عن جُوَيبر ، عن الضحاك : ( وَالشّياطِينَ كُلّ بَنّاءٍ وَغَوّاصٍ ) قال : لم يكن هذا في مُلك داود ، أعطاه الله مُلك داود وزاده الريح والشّياطِينَ كُلّ بَنّاءٍ وغَوّاصٍ ، ( وآخَرِينَ مُقَرّنِينَ فِي الأَصْفادِ ) يقول : في السلاسل .

حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي ، قوله : الأصْفادِ قال : تجمع اليدين إلى عنقه ، والأصفاد : جمع صَفَد وهي الأغلال .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (38)

{ وآخرين مقرنين في الأصفاد } : عطف على كل كأنه فصل الشيطان إلى عملة استعملهم في الأعمال الشاقة كالبناء والغوص ، ومردة قرن بعضهم مع بعض في السلاسل ليكفوا عن الشر ، ولعل أجسامهم شفافة صلبة فلا ترى ويمكن تقييدها ، هذا والأقرب أن المراد تميل كفهم عن الشرور بالإقران في الصفد وهو القيد ، وسمي به العطاء لأنه يرتبط به المنعم عليه . وفرقوا بين فعليهما فقالوا صفده قيده وأصفده أعطاه عكس وعد وأوعد وفي ذلك نكتة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (38)

{ ءَاخَرِينَ } عطف على { كُلَّ بناءٍ وغوَّاصٍ } فهو من جملة بدل البعض . وجمع آخر بمعنى مغاير ، فيجوز أن تكون المغايرة في النوع من غير نوع الجن ، ويجوز أن تكون المغايرة في الصفة ، أي غير بنائين وغوّاصين . وقد كان يجلب من الممالك المجاورة له والداخلة تحت ظل سلطانه ما يحتاج إليه في بناء القصور والحصون والمدن وكانت مملكته عظيمة وكل الملوك يخشون بأسه ويصانعونه .

والمقرَّن : اسم مفعول من قرنه مبالغة في قرنه أي جعله قريناً لغيره لا ينفك أحدهما عن الآخر .

و { الأصفاد } : جمع صَفَد بفتحتين وهو القيد . يقال : صفده ، إذا قيّده . وهذا صنف ممن عبر عنهم بالشياطين شديد الشكيمة يخشى تفلته ويرام أن يستمر يعمل أعمالاً لا يجيدها غيرُه فيصفد في القيود ليعمل تحت حراسة الحراس . وقد كان أهل الرأي من الملوك يَجعلون أصحاب الخصائص في الصناعات محبوسين حيث لا يتصلون بأحد لكيلا يستهويهم جواسيس ملوك آخرين يستصنعونهم ليتخصص أهل تلك المملكة بخصائص تلك الصناعات فلا تشاركها فيها مملكة أخرى وبخاصة في صنع آلات الحرب من سيوف ونبال وقِسِيّ ودرق ومَجَانَ وخُوذ وبيضات ودروع ، فيجوز أن يكون معنى : { مُقَرَّنينَ في الأصفَادِ } حقيقة ، ويجوز أن يكون تمثيلاً لمنع الشياطين من التفلت .

وقد كان ملك سليمان مشتهراً بصنع الدروع السابغات المتقنة . يقال : دروع سليمانية . قال النابغة :

وكل صَموت نثلة تُبَّعِيّة *** ونَسْج سُلَيم كلَّ قمصاء ذائل

أراد نسج سليمان ، أي نسج صنّاعه .