تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن طِينٖ} (71)

ذكر اختصام الملأ الأعلى فقال : { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ } على وجه الإخبار { إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ } أي : مادته من طين .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن طِينٖ} (71)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِذْ قَالَ رَبّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنّي خَالِقٌ بَشَراً مّن طِينٍ } .

وقوله : ( إذْ قالَ رَبّكَ ) من صلة قوله : ( إذْ يَخْتَصِمُونَ ) ، وتأويل الكلام : ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون حين قال ربك يا محمد للْمَلائِكَةِ إنّي خالِقٌ بَشَرا مِنْ طِينٍ يعني بذلك خلق آدم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن طِينٖ} (71)

{ إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين } بدل من { إذ يختصمون } مبين له فإن القصة التي دخلت إذ عليها مشتملة على تقاول الملائكة وإبليس في خلق آدم عليه السلام واستحقاقه للخلافة والسجود على ما مر في " البقرة " ، غير أنها اختصرت اكتفاء بذلك واقتصارا على ما هو المقصود منها ، وهو إنذار المشركين على استكبارهم على النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ما حاق بإبليس على استكباره على آدم عليه السلام ، هذا ومن الجائز أن يكون مقاولة الله تعالى إياهم بواسطة ملك ، وأن يفسر " الملأ الأعلى " بما يعم الله تعالى والملائكة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن طِينٖ} (71)

و { إذ } في قوله : { إذ قال ربك } بدل من قوله : { إذ } الأولى على تأويل من رأى الخصومة في شأن من يستخلف في الأرض ، وعلى الأقوال الأخر يكون العامل في { إذ } الثانية فعل مضمر تقديره : واذكر إذ قال . والبشر المخلوق من الطين . هو آدم عليه السلام .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن طِينٖ} (71)

موقع { إذْ قالَ ربُّكَ للملائِكة } صالح لأن يكون استئنافاً فإذا جعلنا النبأ بمعنى نبأ أهل المحشر الموعود به فيكون { إذْ قَالَ } متعلقاً بفعل محذوف تقديره : أُذكر ، على أسلوب قوله : { وإنك لتلقى القرآن من لَدُن حكيم عليم إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً } [ النمل : 6 ، 7 ] ، ونظائِرِه .

فإمّا على جعل النبأ بمعنى نبأ خلق آدم فإن جملة { إذْ قال ربك } بدل من { إذْ يختصمون } [ ص : 69 ] بدلَ بعض من كل لأن مجادلة الملأ الأعلى على كلا التفسيرين المتقدمين غير مقتصرة على قضية قصة إبليس ، فقد روى الترمذي بسنده عن مالك بن يخامر عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً طويلاً في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم " أنه رأى ربه تعالى فقال له : يا محمد فِيمَ يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : لا أدري . قالها ثلاثاً . ثم قال بعد الثالثة بعد أن فتح الله عليه ، قلت : في الكفارات . قال : ما هن ؟ قلت مشي الأقدام إلى الحسنات والجلوس في المساجد " وذكرَ أشياء من الأعمال الصالحة ( ولم يذكر اختصامهم في قضية خلق آدم ) . وقال الترمذي هو حديث حسن صحيح وقال عن البخاري : إنه أصح من غيره مما في معناه ولم يخرجه البخاري في « صحيحه » وليس في الحديث أنه تفسير لهذه الآية ، وإنما جعله الترمذي في كتاب « التفسير » لأن ما ذُكر فيه بعضٌ مما يختصم فيه أهل الملأ الأعلى مراد به اختصام خاص هو ما جرى بينهم في قصة خلق آدم والمقاولة بين الله وبين الملائكة .