اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن طِينٖ} (71)

قوله : { إِذْ قَالَ } يجوز أن يكون بدلاً من «إذْ » الأولى وأن يكون منصوباً باذْكُرْ مقدراً . قال الأول الزمخشري وأطلق ، و أبو البقاء الثاني وأطلق . وفصل أبو حيان فقال بدل من «إِذْ يخْتَصِمُونَ » هذا إذا كانت الخصومة في شأن مَنْ يستخلف في الأرض وعلى غيره من الأقوال يكون منصوباً «باذْكُرْ » انتهى . قال شهاب الدين : وتِلْكَ الأقوال أن التَّخَاصُمَ إما بين الملأ الأعلى أو بين قريش وفي ما إذا كان المخاصمة خلاف .

قوله : { مِّن طِينٍ } يجوز أن يتعلق بمحذوف صفة «لِبَشَراً » وأن يتعلق بنفس «خَالِق » .

فصل :

اعلم أن المقصود من ذكر هذه القصة المنع من الحَسَد والكِبْر ؛ لأن إبليس إنما وقع فيما وقع فيه بسبب الحسد والكبر والكفار إنما نازعُوا محمداً - صلى الله عليه وسلم - بسبب الحَسَد والكبر فذكر الله تعالى هذه القصة ههنا ليصير سماعُها زاجراً لهم عن هاتين الخَصْلَتَيْن المذمومتين ، والمراد بالبشر ههنا : آدم عليه ( الصلاة و ) السلام- .