البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن طِينٖ} (71)

ذكر حال إبليس ، حيث خالف أمر الله بسبب الحسد والكبر وما آل إليه من اللعنة والطرد من رحمة الله ، ليزدجر عن ذلك من فيه شيء منهما .

وقال الزمخشري : فإن قلت : كيف صح أن يقول لهم : { إني خالق بشراً } ، وما عرفوا ما البشر ولا عهدوا به قبل ؟ قلت : وجهه أن يكون قد قال لهم : إني خالق خلقاً من صفة كيت وكيت ، ولكنه حين حكاه اقتصر على الاسم . انتهى .

والبشر هو آدم عليه السلام ، وذكر هنا أنه خلقه من طين ، وفي آل عمران : { خلقه من تراب } وفي الحجر : { من صلصال من حمأ مسنون } وفي الأنبياء : { من عجل } ولا منافاة في تلك المادة البعيدة ، وهي التراب ، ثم ما يليه وهو الطين ، ثم ما يليه وهو الحمأ المسنون ، ثم المادة تلي الحمأ وهو الصلصال ؛ وأما من عجل فمضى تفسير .