غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن طِينٖ} (71)

{ إذ قال } معمولاً لمحذوف أي اذكر وقت قول ربك للملائكة . وقيل : النبأ العظيم قصص آدم والإنباء به من غير سماع من أحد . وعلى هذا فالضمير عائد إلى ما ذكره عما قريب . والمعنى ما أحكيه خبر له شأن لأنه مستفاد من الوحي . وقوله { إذ قال } بدل من { إذ يختصمون } والملأ الأعلى أصحاب القصة الملائكة وآدم وإبليس لأنهم كانوا في السماء وكان التقاول بينهم حين قالوا { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } [ البقرة : 30 ] كأنهم قالوا : هؤلاء فيما بينهم . ثم خاطبوا بها الله سبحانه فلا يلزم أن يكون الله تعالى من الملأ الأعلى ويثبت له مكان . أو نقول : المراد علو الرتبة والشرف فيشمل تقاول الله وملائكته . وقال جار الله : كانت مقاولة الله سبحانه بواسطة ملك فكان المقاول في الحقيقة هو الملك المتوسط . وقصة آدم مذكورة في " البقرة " وفي غيرها مشروحة . والتي في هذه السورة يوافق أكثرها ما في الحجر فلا فائدة في إعادتها فلنذكر ما يختص بالمقام .