التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ} (2)

وقوله - تعالى - : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطارق } تنويه بشأنه إثر تفخيمه بالإِقسام به ، فالاستفهام مستعمل فى تعظيم أمره .

وقد جاء التعبير بقوله - تعالى - : { وَمَآ أَدْرَاكَ . . . } ثلاث عشرة مرة فى القرآن الكريم ، كلها جاء الخبر بعدها - كما هنا - ، وكما فى قوله - تعالى - { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ . لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ . لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } وكما فى قوله - سبحانه - : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدين . ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدين . يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً . . . } إلا واحدة لم يأت الخبر بعدها ، وهى قوله - تعالى - : { الحاقة . مَا الحآقة . وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الحاقة . . } أما التعبير بقوله - تعالى - : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً } { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة قَرِيبٌ } { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يزكى } قال القرطبى : قال سفيان : كل ما فى القرآن وما أدراك فقد أخبر به ، وكل شئ قال فيه : وما يدريك ، لم يخبر به .

   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ} (2)

وأبهم الموصوف بالطارق ابتداء ، ثم زيد إبهاماً مشوباً بتعظيم أمره بقوله : { وما أدراك ما الطارق } ثم بُين بأنه : { النجم الثاقب } ليحصل من ذلك مزيد تقرر للمراد بالمقسم به وهو أنه من جنس النجوم ، شُبه طلوع النجم ليلاً بطروق المسافر الطارق بيتاً بجامع كونه ظهوراً في الليل .

و { ما أدراك } استفهام مستعمل في تعظيم الأمر ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة قريب } في سورة الشورى ( 17 ) ، وعند قوله : { وما أدراك ما الحاقة } [ الحاقة : 3 ] وتقدم الفرق بين : ما يدريك ، وما أدراك .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ} (2)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وما أشعرك يا محمد ما الطارق الذي أقسمت به؟...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

(وما أدراك) معناه أنه لَمْ تدر حتى أعلمتك، وكل ما يعلمه الإنسان فالله أعلمه بالضرورة أو بالدليل...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

استفهامٌ يراد منه تفخيم شأن هذا النجم...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{النجم الثاقب} المضيء، كأنه يثقب الظلام بضوئه فينفذ فيه...

والمراد: جنس النجوم، أو جنس الشهب التي يرجم بها. فإن قلت: ما يشبه قوله: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطارق (2) النجم الثاقب (3)} إلا ترجمة كلمة بأخرى، فبين لي أي فائدة تحته؟ قلت: أراد الله عزّ من قائل: أن يقسم بالنجم الثاقب تعظيماً له، لما عرف فيه من عجيب القدرة ولطيف الحكمة، وأن ينبه على ذلك فجاء بما هو صفة مشتركة بينه وبين غيره، وهو الطارق، ثم قال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطارق} ثم فسره بقوله: {النجم الثاقب} كل هذا إظهار لفخامة شأنه، كما قال {فَلاَ أُقْسِمُ بمواقع النجوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: 75 -76]...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{والطارق} كان هذا مما لا يستغنى سامعه عن معرفة المراد منه فقال: {وما أدراك ما الطارق}... ثم قال: {النجم الثاقب} أي هو طارق عظيم الشأن، رفيع القدر وهو النجم الذي يهتدى به في ظلمات البر والبحر ويوقف به على أوقات الأمطار...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ويثني بالاستفهام المعهود في التعبير القرآني: (وما أدراك ما الطارق؟).. وكأنه أمر وراء الإدراك والعلم...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وأبهم الموصوف بالطارق ابتداء، ثم زيد إبهاماً مشوباً بتعظيم أمره بقوله: {وما أدراك ما الطارق} ثم بُين بأنه: {النجم الثاقب} ليحصل من ذلك مزيد تقرر للمراد بالمقسم به وهو أنه من جنس النجوم، شُبه طلوع النجم ليلاً بطروق المسافر الطارق بيتاً بجامع كونه ظهوراً في الليل...