{ فَاكِهِينَ } أى : متلذذين متنعمين بما يحيط بهم من خيرات ، مأخوذ من الفَكاهة - بفتح الفاء - وهى طيب العيش مع النشاط ، يقال : فكه الرجل فكَها ، وفكاهة فهو فكِه وفاكه . إذا طاب عيشه ، وزاد سروره ، وعظم نشاطه ، وسميت الفاكهة بهذا الاسم لتلذذ الإنسان بها .
{ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الجحيم } أى متلذذين بسبب ما آتاهم ربهم من جنات عظيمة ، ووقاهم - سبحانه - بفضله ورحمته العذاب الذى يؤلمهم .
ويقال لهم فضلا عن ذلك على سبيل التكريم : { كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً }
وقرأ الجمهور : «فاكهين » ومعناه : فرحين مسرورين . وقال أبو عبيدة : هو من باب لابن وتامر أي لهم فاكهة .
قال القاضي أبو محمد : والمعنى الأول أبرع{[10641]} .
وقرأ خالد فيما حكى أبو حاتم «فاكهين » والفكه والفاكه : المسرور المتنعم .
وقوله : { بما آتاهم ربهم } : أي من إنعامه ورضاه عنهم وقوله : { ووقاهم ربهم عذاب الجحيم } هذا متمكن ومتقي المعاصي الذي لا يدخل النار ويكون متقي الشرك الذي ينفذ عليه الوعيد بمعنى : ووقاهم ربهم عذاب الخلود في الجحيم . ويحتمل أن يكون { الجحيم } من طبقات جهنم ليست بمأوى للعصاة المؤمنين ، بل هي مختصة بالكفرة فهم وإن عذبوا في نار فليسوا في عذاب الجحيم .
وقرأ جمهور الناس : «ووقَاهم » بتخفيف القاف . وقرأ أبو حيوة : «ووقّاهم » بتشديدها على المبالغة ، وذلك كله مشتق من الوقاية ، وهي الحائل بين الشيء وما يضره والمعنى : يقال لهم { كلوا واشربوا } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.