{ فاكهين } متلذذين { بِمَا ءاتاهم رَبُّهُمْ } من الإحسان ، وقرئ فكهين بلا ألف ، ونصبه في القراءتين على الحال من الضمير المستتر في الجار والمجرور أعني { في جنات } [ الطور : 17 ] الواقع خبراً لأن ، وقرأ خالد فاكهون بالرفع على أنه الخبر ، وفي جنات متعلق به لكنه قدم عليه للاهتمام ، ومن أجاز تعدد الخبر أجاز أن يكون خبراً بعد خبر { ووقاهم رَبُّهُمْ عَذَابَ الجحيم } عطف على { فِي جنات } [ الطور : 17 ] على تقدير كونه خبراً كأنه قيل : استقروا { فِي جنات } { ووقاهم رَبُّهُمْ } الخ ، أو على { ءاتاهم } إن جعلت { مَا } مصدرية أي فاكهين بإيتائهم ربهم ووقايتهم عذاب الجحيم ، ولم يجوز كثير عطفه عليه إن جعلت موصولة إذ يكون التقدير فاكهين بالذي وقاهم ربهم فلا يكون راجع إلى الموصول ، وجوزه بعض بتقدير الراجع أي وقاهم به على أن الباء للملابسة ، وفي «الكشف » لم يحمل على حذف الراجع لكثرة الحذف ولو درج لصاً ، والفعل من المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل وهو مسموع عند بعضهم ، ولا يخفى أنه وجه سديد أيضاً ، والمعنى عليه أسد لأن الفكاهة تلذذ يشتغل به صاحبه والتلذذ بالايتاء يحتمل التجدد باعتبار تعدد المؤتى إما بالوقاية أي على تقدير المصدرية فلا ، وأقول لعله هو المنساق إلى الذهن ، وجوز أن يكون حالاً بتقدير قد أو بدونه إما من المستكن في الخبر أو في الحال . وإما من فاعل آتى . أو من مفعوله . أو منهما ، وإظهار الرب في موقع الإضمار مضافاً إلى ضميرهم للتشريف والتعليل . وقرأ أبو حيوة { *وقاهم } بتشديد القاف .
ومما ذكروه من باب الإشارة : { فاكهين بِمَا ءاتاهم رَبُّهُمْ } مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر { ووقاهم رَبُّهُمْ عَذَابَ الجحيم } [ الطور : 18 ] وهو عذاب الحجاب
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.