تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ} (5)

ثم فسر الأخدود بقوله : { النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } وهذا من أعظم ما يكون من التجبر وقساوة القلب ، لأنهم جمعوا بين الكفر بآيات الله ومعاندتها ، ومحاربة أهلها وتعذيبهم بهذا العذاب ، الذي تنفطر منه القلوب .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ} (5)

وقوله - سبحانه - : { النار ذَاتِ الوقود } بدل اشتمال مما قبله وهو الأخدود .

والوقود : اسم لما توقد به النار كالحطب ونحوه . وذات الوقود : صفة للنار .

أى : قتل وطرد من رحمة الله أصحاب الأخدود ، الذين أشعلوا فيه النيران ذات اللهب الشديد ، لكى يلقوا المؤمنين فيها .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ} (5)

وقوله تعالى :[ النار ]بدل من [ الأخدود ] ، وهو بدل اشتمال ، وهذه قراءة الجمهور[ النار ] بخفض الراء ، وقرأ قوم :[ النار ] بالرفع ، على معنى : قتلتهم النار . و«الوقود » بالضم مصدر من : وقدت النار إذا اضطرمت ، و«الوقود »بفتح الواو ما توقد به ، وقرأ الجمهور بفتح الواو ، وقرأ الحسن ، وأبو رجاء ، وأبو حيوة بضمها .

وكان من قصة هؤلاء أن الكفار قعدوا ، وُضَّم المؤمنون فعرض عليهم الدخول في الكفر ، فمن أبى ُرمي في أخدود النار فاحترق ، فروي أنه احترق عشرون ألفا . قال الربيع بن أنس ، وابن إسحاق ، وأبو العالية : بعث الله تعالى على المؤمنين ريحا فقبضت أرواحهم ، أو نحو هذا ، فخرجت النار وأحرقت الكافرين الذين كانوا على حافتي الأخدود ، وعلى هذا يجيء [ قِتل ] خبرا لا دعاء ، وقال قتادة :( إذ هم عليها قعود ) يعني المؤمنين .