الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ} (5)

{ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ } قراءة العامة بفتح الواو وهو الخطب ، وقرأ أبو رجاء العطاردي بضم الواو على المصدر وقراءة العامة النار ذات بالكسر فهما على نعت الأخدود ، وقرأ أشهب العقيلي بالرفع فيهما على معنى أحرقتهم { النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ } .

قال الربيع بن أنس : كان أصحاب الاخدود قوماً مؤمنين اعتزلوا الناس في الفترة ، وأن جبّاراً من عبدة الأوثان أرسل إليهم فعرض عليهم الدخول في دينه فأبوا فخدّ أخدوداً وأوقد فيه ناراً ثم خيّرهم بين الدخول في دينه وبين إلقائهم في النار فأختاروا إلقاءهم في النار على الرجوع عن دينهم فألقوا في النار ، فنجّى الله المؤمنين الذين ألقوا في النار بأن قبض أرواحهم قبل أن تمسّهم النار وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم .