وقوله جل وعز : { قُتِلَ أَصْحابُ الأُخْدُودِ } .
يقال في التفسير : إن جواب القسم في قوله : «قُتِلَ » ، كما كان جواب { وَالشّمسِ وَضُحاها } في قوله ! { قَدْ أفْلَحَ } : هذا في التفسير ، ولم نجد العرب تدع القسم بغير لام يُسْتَقْبَل بها أو «لا » أو «إن » أو «ما » فإن يكن كذلك فكأنه مما ترك فيه الجواب : ثم استؤنف موضع الجواب بالخير ، كما قيل : يأيها الإنسان في كثير من الكلام .
وقوله جل وعز : { أصْحَابُ الأُخْدُودِ } .
كان ملك خدّ لقوم أخاديد في الأرض ، ثم جمع فيها الحطب ، وألهب فيها النيران ، فأحرق بها قوما وقعد الذين حفروها حولها ، فرفع الله النار إلى الكفرة الذين حفروها فأحرقتهم ، ونجا منها المؤمنون ، فذلك قوله عز وجل : { فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } في الآخرة { وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ } في الدنيا . ويقال : إنها أحرقت من فيها ، ونجا الذين فوقها .
واحتج قائل هذا بقوله : { وَهُمْ على ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } ، والقول الأول أشبه بالصواب ، وذلك لقوله : { فَلَهُمْ عَذَابُ جَهنَّمَ ، ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } ولقوله في صفة الذين آمنوا { ذَلِكَ [ 134/ا ] الْفَوْزُ الْكَبِيرُ } ، يقول : فازوا من عذاب الكفار ، وعذاب الآخرة ، فأكْبِر به فوزا .
وقوله عز وجل : { قُتِلَ أَصْحابُ الأُخْدُودِ } .
يقول : قتلهم النار ، ولو قرئت : «النارُ ذاتُ الوَقُودِ » ، بالرفع كان صوابا ، وقرأ أبو عبد الرحمن السُّلْمّي ، { وكَذَلِكَ زُيِّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهم } . رفع الشركاء بإعادة الفعل : زينه لهم شركاؤهم . كذلك قوله : { قُتِلَ أَصْحابُ الأُخْدُودِ } قتلتهم النار ذات الوقود . ومن خفض : «النارِ ذاتِ الْوَقُودِ » وهي في قراءة العوام جعل النار هي الأخدود إذ كانت النار فيها كأنه قال : قتل أصحاب النار ذات الوقود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.