تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

ثم توعدهم بما عنده من العقاب ، فقال : { إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا } أي : إن عندنا { أَنْكَالًا } أي : عذابا شديدا ، جعلناه تنكيلا للذي لا يزال مستمرا على الذنوب{[1265]} . { وَجَحِيمًا } أي : نارا حامية


[1265]:- في ب: على ما يغضب الله.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

وقوله - سبحانه - : { إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً . . } تعليل لما قبله . والأنكال : جمع نكل - بكسر النون وسكون الكاف - وهو القيد الثقيل ، يوضع فى الرجل لمنع الحركة . وسميت القيود بذلك لأنها تجعل صاحبها موضع عبرة وعظة ، أو لأنها تجعل صاحبها ممنوعا من الحركة ، والتقلب فى مناكب الأرض .

أى : إن لدنيا ما هو أشد من ردك عليهم . . وهو تلك القيود التى نقيد حركتهم بها ، وإن لدينا " جحيما " أى : نارا شديدة الاشتعال تلقى بهم فيها ، وإن لدينا كذلك " طعاما ذا غصة " أى : طعاما يلتصق فى الحلوق ، فلا هو خارج منها ، ولا هو نازل عنها ، بل هو ناشب فيها لبشاعته ومرارته .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

{ إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا }وهي : القيود . قاله ابن عباس ، وعكرمة ، وطاوس ، ومحمد بن كعب ، وعبد الله بن بريدة ، وأبو عمران الجوني ، وأبو مِجلَز ، والضحاك ، وحماد بن أبي سلمان ، وقتادة والسدي ، وابن المبارك والثوري ، وغير واحد ، { وَجَحِيمًا } وهي السعير المضطرمة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

وقوله : إنّ لَدَيْنا أنْكالاً وجَحِيما يقول تعالى ذكره : إن عندنا لهؤلاء المكذّبينّ بآياتنا أنكالاً ، يعني قيودا ، واحدها : نِكْل . وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن أبي عمرو ، عن عكرِمة ، أن الاَية التي قال : إنّ لَدَيْنا أنْكالاً وجَحِيما إنها قيود .

حدثني عبيد بن أسباط بن محمد ، قال حدثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن أبي عمرو ، عن عكرِمة إنّ لَدَيْنا أنْكالاً قال : قُيودا .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا يحيى وعبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا أبو عمرو ، عن عكرمة أَنْكالاً قال : قيودا .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي عمرو ، عن عكرمة إنّ لَدَيْنا أنْكالاً قال : قيودا .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، قال : وبلغني عن مجاهد قال : الأنكال : القيود .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن حماد ، قال : الأنكال : القيود .

حدثني محمد بن عيسى الدامغاني ، قال : حدثنا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن حماد ، مثله .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، قال : سمعت حمادا يقول : الأنكال القيود .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة إنّ لَدَيْنا أنْكالاً : أي قيودا .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن مبارك ، عن الحسن ، عن سفيان ، عن أبي عمرو بن العاص ، عن عكرِمة إنّ لَدَيْنا أنْكالاً قال : قيودا .

حدثنا أبو عبيد الوَصّابي محمد بن حفص ، قال : حدثنا ابن حِمْيَر ، قال : حدثنا الثوريّ ، عن حماد ، في قوله إنّ لَدَيْنا أنْكالاً وَجَحِيما قال : الأنكال : القيود .

حدثنا سعيد بن عنبسة الرازي ، قال : مررت بابن السماك ، وهو يَقُصّ وهو يقول : سمعت الثوري يقول : سمعت حمادا يقول في قوله الله : إنّ لَدَيْنا أنْكالاً قال : قيودا سوداء من نار جهنم .

وقوله : وَجَحِيما يقول : ونارا تسعر وَطَعاما ذَا غُصّةٍ يقول : وطعاما يَغَصّ به آكله ، فلا هو نازل عن حلقه ، ولا هو خارج منه ، كما :

حدثني إسحاق بن وهب وابن سنان القزّاز قالا : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا شبيب بن بشر ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، في قوله : وَطَعاما ذَا غُصّةٍ قال : شوك يأخذ بالحلق ، فلا يدخل ولا يخرج .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : وَطَعاما ذَا غُصّةٍ قال : شجرة الزقوم .

وقوله : وَعَذَابا ألِيما يقول : وعذابا مؤلما موجعا .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن حمزة الزيات ، عن حُمْران بن أعين أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ : إنّ لَدَيْنا أنْكالاً وَجَحِيما وَطَعاما ذَا غُصّةٍ فصعق صلى الله عليه وسلم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

إن لدينا أنكالا تعليل للأمر والنكل القيد الثقيل وجحيما .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

و { لدينا } بمنزلة عندنا ، و «الأنكال » جمع نكل ، وهو القيد من الحديد ، ويروى أنها قيود سود من نار .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

وهذا تعليل لجملة { وذرني والمكذبين } [ المزمل : 11 ] ، أي لأن لدينا ما هو أشد عليهم من ردِّك عليهم ، وهذا التعليل أفاد تهديدهم بأن هذه النقم أعدت لهم لأنها لما كانت من خزائن نقمة الله تعالى كانت بحيث يضعها الله في المواضع المستأهلة لها ، وهم الذين بدّلوا نعمة الله كفراً ، فأعد الله لهم ما يكون عليهم في الحياة الأبدية ضداً لأصول النَّعمة التي خُوِّلوها ، فبطِروا بها وقابلوا المنعِم بالكفران .

فالأنكال مقابل كفرانهم بنعمة الصحة والمقدرة لأن الأنكال القيود . والجحيم : وهو نار جهنم مقابل ما كانوا عليه من لذة الاستظلال والتبرد . والطعام : ذو الغُصة مقابل ما كانوا منهمكين فيه من أطعمتهم الهنيئة من الثمرات والمطبوخات والصيد . والأنكال : جمع نِكْل بفتح النون وبكسرها وبسكون الكاف . وهو القيد الثقيل .