تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

{ فَقَدَرْنَا } أي : قدرنا ودبرنا ذلك الجنين ، في تلك الظلمات ، ونقلناه من النطفة إلى العلقة ، إلى المضغة ، إلى أن جعله الله جسدا ، ثم نفخ فيه الروح ، ومنهم من يموت قبل ذلك .

{ فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ } [ يعني بذلك نفسه المقدسة ] حيث كان قدرا تابعا للحكمة ، موافق للحمد{[1325]} .


[1325]:- في ب: لأن قدره تابع لحكمته موافق للحمد.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

وقوله - تعالى - : { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القادرون } ثناء منه - تعالى - على ذاته بما هو أهله . أى : فقدَّرنا ذلك الخلق تقديرا حكيما منضبطا ، وتمكنا من إيجاده فى أطوار متعددة ، فنعم المقدرون نحن ، ونعم الموجدون نحن لما نوجده من مخلوقات .

وما دام الأمر كذلك فويل وهلاك يوم القيامة ، للمكذبين بوحدانيتنا وقدرتنا .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

وأمام التقدير الواضح في تلك النشأة ومراحلها الدقيقة يجيء التعقيب الموحي بالحكمة العليا التي تتولى كل شيء بقدره في إحكام مبارك جميل : ( فقدرنا فنعم القادرون )

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

وقوله : { إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ } يعنى : إلى مدة معينة من ستة أشهر أو تسعة أشهر ؛ ولهذا قال : { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونافع والكسائي «فقدّرنا » بشد الدال ، وقرأ الباقون «فقدَرنا » بتخفيف الدال ، وهما بمعنى من القدرة ، والقدر من التقدير والتوقيف وقوله { القادرون } يرجع قراءة الجماعة . أما أن ابن مسعود روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر القادرين بالمقدرين . وقدر ابن أبي عبلة «فقدّرنا » بشد الدال «فنعم المقتدرون »

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

والمعنى : فقدرنا الخلق كقوله تعالى : { من نطفة خلقه فقدَّره } [ عبس : 19 ] وقوله : { وخلق كل شيء فقدره تقديراً } [ الفرقان : 2 ] .

والفاء في قوله : { فقدّرنا } للتفريع على قوله : { فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم } ، أي جعلناه في الرحم إلى انتهاء أمد الحمل فقدرنا أطوار خلقكم حتى أخرجناكم أطفالاً .

والفاء في { فنعم القادرون } للتفريع على ( قدّرنا ) أي تفريع إنشاء ثناء ، أي فدل تقديرُنا على أننا نعم القادرون ، أي كان تقديرنا تقدير أفضل قادر ، وهذا تنويه بذلك الخلق العجيب بالقدرة .

و { القادرون } : اسم فاعل من قدَر اللازم إذا كان ذا قُدرة وبذلك يكون الكلام تأسيساً لا تأكيداً ، أي فنعم القادرون على الأشياء .

وعلامة الجمع للتعظيم مثل نون ( قَدّرنا ) فإن القدرة لما أتت بما هو مقتضى الحكمة كانت قدرة جديرة بالمدح .