تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَفِي مُوسَىٰٓ إِذۡ أَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (38)

{ 38-40 } { وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ }

أي : { وَفِي مُوسَى } وما أرسله الله به إلى فرعون وملئه ، بالآيات البينات ، والمعجزات الظاهرات ، آية للذين يخافون العذاب الأليم ، فلما أتى موسى{[859]}  بذلك السلطان المبين .


[859]:- كذا في ب، مصححة في الهامش وفي أ: فلما أتي فرعون.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَفِي مُوسَىٰٓ إِذۡ أَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (38)

ثم تحدثت السورة بعد ذلك عن جانب من قصص موسى وهود وصالح ونوح . - عليهم السلام - فقال - سبحانه - : { وَفِي موسى إِذْ . . } .

قوله - سبحانه - : { وَفِي موسى } معطوف على قوله - تعالى - قبل ذلك ( وَتَرَكْنَا فِيهَآ ) والكلام على حذف مضاف .

والظرف فى قوله : { إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } . متعلق بمحذوف هو نعت لقوله ( آيَةً ) قبل ذلك .

أى : وتركنا فى قصة موسى - أيضا - أى ، هذه الآية كائنة وقت أن أرسلناه إلى فرعون { بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أى : بمعجزة واضحة بينة هى اليد والعصا وغيرهما .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَفِي مُوسَىٰٓ إِذۡ أَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (38)

وآية أخرى في قصة موسى ، يشير إليها إشارة سريعة في معرض الآيات في تاريخ المرسلين :

( وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين . فتولى بركنه وقال : ساحر أو مجنون . فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ، وهو مليم ) . .

والسلطان المبين الذي أرسل الله به موسى إلى فرعون ، هو الحجة القوية ، والبرهان القاطع ، وهو الهيبة الجليلة التي خلعها عليه . وهو معهما يسمع ويرى .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَفِي مُوسَىٰٓ إِذۡ أَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (38)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَفِي مُوسَىَ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىَ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مّبِينٍ * فَتَوَلّىَ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } .

يقول تعالى ذكره وفي موسى بن عمران إذ أرسلناه إلى فرعون بحجة تبين لمن رآها أنها حجة لموسى على حقيقة ما يقول ويدعو إليه . كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : إلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ يقول : بعذر مبين .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَفِي مُوسَىٰٓ إِذۡ أَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (38)

قوله : { وفي موسى } عطف على قوله : { فيها آية } [ الذاريات : 37 ] .

والتقدير : وتركنا في موسى آية ، فهذا العطف من عطف جملة على جملة لتقديرِ فعل : تَركْنا ، بعد واوِ العطف ، والكلام على حذف مضاف أي في قصة موسى حين أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى الخ ، فيكون الترك المقدر في حرف العطف مراداً به جعل الدلالة باقية فكأنها متروكة في الموضع لا تنقل منه كما تقدم آنفاً في بيت عنترة .

وأعقب قصة قوم لوط بقصة موسى وفرعون لشهرة أمر موسى وشريعته ، فالترك المقدر مستعمل في مجازيه المرسل والاستعارة . وفي الواو استخدام مثل استخدام الضمير في قول معاوية بن مالك الملقب معوِّد الحكماء ( لقبوه به لقوله في ذكر قصيدته ) :

أعَوِّد مثلها الحكماء بعـدي *** إذا ما ألحق في الحدثان نابا

إذا نزل السماء بأرض قوم *** رعينـاه وإن كانوا غضابا

والمعنى : أن قصة موسى آية دائمة . وعقبت قصة قوم لوط بقصة موسى وفرعون لما بينهما من تناسب في أن العذاب الذي عذب به الأُمّتان عذاب أرضي إذ عذب قوم لوط بالحجارة التي هي من طين ، وعذب قوم فرعون بالغرق في البحر ، ثم ذكر عاد وثمود وكان عذابهما سماوياً إذ عذبت عاد بالريح وثمود بالصاعقة .

والسلطان المبين : الحجة الواضحة وهي المعجزات التي أظهرها لفرعون من انقلاب العصا حية ، وما تلاها من الآيات الثمان .