فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَفِي مُوسَىٰٓ إِذۡ أَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (38)

{ و } تركنا { في } قصة { موسى } آية وهذا معنى واضح قاله السمين ، أو في الأرض ، وفي موسى آيات ، قاله الفراء وابن عطية والزمخشري ، قال أبو حيان : وهو بعيد جدا ينزه القرآن عن مثله ، وقيل : وتركنا فيها آية وجعلنا في موسى آية ، قال أبو حيان : ولا حاجة إلى إضمار : وجعلنا لأنه قد أمكن أن يكون العامل في المجرور وتركنا ، والوجه الأول هو الأولى ، وما عداه متكلف متعسف لم تلجئ إليه حاجة ولا دعت إليه ضرورة .

{ إذا أرسلناه إلى فرعون } الظرف متعلق بمحذوف وهو نعت لآية أي كائنة وقت أرسلناه ، وبآية نفسها أو منصوب بتركنا والأول أولى { بسلطان مبين } وهو الحجة الظاهرة الواضحة ، وهي العصا وما معها من الآيات الثمان