نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَفِي مُوسَىٰٓ إِذۡ أَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (38)

ولما قدم سبحانه أحق{[61404]} القصص الدالة على قسمه وما أقسم عليه بما فيها من خفاء الأسباب مع وجودها ، ثم ما فيها من إنزال ما به الوعيد من السماء {[61405]}بالنار والماء{[61406]} الذي أشير إليه بالمقسمات ، مع الفرق بين المسلم والمجرم ، أتبعها قصة{[61407]} من أيده بحاملات فيها مطر وبرد ونار مضطرمة ، كما مضى بيانه في الأعراف ، ثم بعد ذلك بريح فرقت البحر ونشفت أرضه ودخله فرعون والقبط ، وهو واضح الأمر في أنه سبب لهلاكهم وهم لا يشعرون به ، فقال عاطفاً على المقدر في قصة إبراهيم عليه السلام أو الظاهر في { وفي الأرض } أو على " في " التي في قوله { وتركنا فيها آية للذين يخافون } وهذا أقرب من غيره وأولى : { وفي موسى } أي في قصته وأمره آية على ذلك عظيمة { إذ أرسلناه } بعظمتنا { إلى فرعون } الذي كان قد{[61408]} أساء إلى إبراهيم عليه السلام بعد عظيم {[61409]}إحسانهم إليه{[61410]} وإلى جميع قومه بما أحس إليهم يوسف عليه السلام { بسلطان مبين * } أي معجزات ظاهرة في نفسه منادية من شدة ظهورها بأنها معجزة ، فكان فيها دلالة واضحة على صدق وعيده ومع ذلك فلم ينفعهم {[61411]}علمها ولذلك سبب{[61412]} عنه وعقب به قوله : { فتولى }


[61404]:من مد، وفي الأصل: أخر.
[61405]:من مد، وفي الأصل: بالماء والنار.
[61406]:من مد، وفي الأصل: بالماء والنار.
[61407]:من مد، وفي الأصل: بقصة.
[61408]:سقط من مد.
[61409]:من مد، وفي الأصل: إحسانه إليهم.
[61410]:من مد، وفي الأصل: إحسانه إليهم.
[61411]:من مد، وفي الأصل: عليهم وسبب.
[61412]:من مد، وفي الأصل: عليهم وسبب.