الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِن كَانَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ لَظَٰلِمِينَ} (78)

أخرج ابن مردويه وابن عساكر ، عن ابن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن مدين وأصحاب الأيكة ، أمتان بعث الله إليهما شعيباً » .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن عباس { وإن كان أصحاب الأيكة } قال : قوم شعيب و { الأيكة } ذات آجام وشجر كانوا فيها .

وأخرج ابن جرير عن خصيف في قوله { أصحاب الأيكة } قال : الشجر . وكانوا يأكلون في الصيف الفاكهة الرطبة ، وفي الشتاء اليابسة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين } ذكر لنا أنهم كانوا أهل غيضة ، وكان عامة شجرهم هذا الدوم ، وكان رسولهم فيما بلغنا شعيب ، أرسل إليهم وإلى أهل مدين ، أرسل إلى أمتين من الناس وعذبتا بعذابين شتى . أما أهل مدين ، فأخذتهم الصيحة . وأما { أصحاب الأيكة } فكانوا أهل شجرٍ متكاوش . ذكر لنا أنه سلط عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم منه ظل ولا يمنعهم منه شيء ، فبعث الله عليهم سحابة فجعلوا يلتمسون الروح منها ، فجعلها الله عليهم عذاباً ، بعث عليهم ناراً فاضطرمت عليهم فأكلتهم . فذلك { عذاب يوم الظلة أنه كان عذاب يوم عظيم } [ الشعراء : 189 ] .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { أصحاب الأيكة } قال : الغيضة .

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير { أصحاب الأيكة } قال : أصحاب غيضة .

وأخرج ابن جرير عن قتادة قال { الأيكة } الشجر الملتف .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس { أصحاب الأيكة } أهل مدين . و { الأيكة } الملتفة من الشجر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { الأيكة } مجمع الشجر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : إن أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب : أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها ، فملا خرجوا منها أصابهم فزع شديد ، ففرقوا أن يدخلوا البيوت أن تسقط عليهم ، فأرسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل فقال : ما رأيت كاليوم ظلاً أطيب ولا أبرد ! . . . هلموا أيها الناس . فدخلوا جميعاً تحت الظلة ، فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعاً .