الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَقَدۡ كَذَّبَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡحِجۡرِ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (80)

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { أصحاب الحجر } قال : أصحاب الوادي .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : كان { أصحاب الحجر } ثمود ، قوم صالح .

وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر : «لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين ؛ فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال : «نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك بالحجر عند بيوت ثمود ، فاستقى الناس من مياه الآبار التي كانت تشرب منها ثمود ، وعجنوا منها ونصبوا القدور باللحم ، فأمرهم بإهراق القدور . وعلفوا العجين الإِبل ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ، ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا فقال : «إني أخشى أن يصيبكم مثل الذي أصابهم ، فلا تدخلوا عليهم » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر : أن الناس لما نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود ، استقوا من أبيارها وعجنوا به العجين . فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهرقوا ما استقوا ويعلفوا الإِبل العجين ، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت ترد الناقة .

وأخرج ابن مردويه عن سبرة بن معبد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بالحجر لأصحابه : « من عمل من هذا الماء شيئاً فليلقه . قال : ومنهم من عجن العجين ، ومنهم من حاس الحيس » .