النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِن كَانَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ لَظَٰلِمِينَ} (78)

قوله عز وجل : { وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين } يعني في تكذيب رسول الله إليهم وهو شعيب ، لأنه بعثَ إلى أمتين ، أصحاب الأيكة وأهل مدين . فأما أهل مدين فأهلكوا بالصيحة ، وأما أصحاب الأيكة فأهلكوا بالظلة التي احترقوا بنارها ، قاله قتادة .

وفي { الأيكة } ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها الغيضة ، قاله مجاهد .

الثاني : أنه الشجر الملتف ، وكان أكثر شجرهم الدوم وهو المقل ، وهذا قول ابن جرير ، ومنه قول النابغة الذبياني :

تجلو بِقادِمَتَي حمامةِ أيكة *** بَرَداص أُسفَّ لثاثُهُ الإثمدِ

الثالث : أن الأيكة اسم البلد ، وليكة اسم المدينة بمنزلة بكة من مكة ، حكاه ابن شجرة .