فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (69)

ثم أوعدهم سبحانه على عدم قبول ما جاءت به الأنبياء من الإخبار بالبعث . فأمرهم بالنظر في أحوال الأمم السابقة المكذبة للأنبياء وما عوقبوا به ، وكيف كانت عاقبتهم ، فقال : { قُلْ سِيرُواْ فِي الأرض فَاْنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة المكذبين } بما جاءت به الأنبياء من الإخبار بالبعث ، ومعنى النظر هو مشاهدة آثارهم بالبصر فإن في المشاهدة زيادة اعتبار . وقيل المعنى : فانظروا بقلوبكم ، وبصائركم كيف كان عاقبة المكذبين لرسلهم ، والأوّل أولى لأمرهم بالسير في الأرض .