فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (69)

ثم أوعدهم سبحانه على عدم قبول ما جاءت به الأنبياء من الإخبار بالبعث فأمرهم بالنظر في أحوال الأمم السابقة المكذبة للأنبياء وما عوقبوا به وكيف كانت عاقبتهم فقال :

{ قل : سيروا في الأرض ؛ فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين } المكذبين بما جاءت به الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ، من الإخبار بالبعث ومعنى النظر هو مشاهدة آثارهم بالبصر ، فإن في المشاهدة زيادة اعتبار ، وكفاية لأولي البصر . وقيل : المعنى فانظروا بقلوبكم وبصائركم ، وكيف كان عاقبة المكذبين لرسلهم ؟ والأول أولى ، لأمرهم بالسير في الأرض ، وفيه تهديد لهم على التكذيب ، وتخويف بأن ينزل بهم مثل ما نزل بالمكذبين قبلهم .