فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا} (70)

{ يا أيها الذين ءَامَنُواْ اتقوا الله } أي في كل أمر من الأمور { وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } أي قولاً صواباً وحقاً . قال قتادة ومقاتل : يعني قولوا قولاً سديداً في شأن زيد وزينب ، ولا تنسبوا النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ما لا يحلّ . وقال عكرمة : إن القول السديد : لا إله إلاّ الله . وقيل : هو الذي يوافق ظاهره باطنه . وقيل : هو ما أريد به وجه الله دون غيره . وقيل : هو الإصلاح بين الناس . والسديد مأخوذ من تسديد السهم ليصاب به الغرض ، والظاهر من الآية أنه أمرهم بأن يقولوا قولاً سديداً في جميع ما يأتونه ويذرونه فلا يخص ذلك نوعاً دون نوع ، وإن لم يكن في اللفظ ما يقتضي العموم فالمقام يفيد هذا المعنى ؛ لأنه أرشد سبحانه عباده إلى أن يقولوا قولاً يخالف قول أهل الأذى .

/خ73