فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَٱلۡمُهۡلِ يَغۡلِي فِي ٱلۡبُطُونِ} (45)

{ كالمهل } وهو درديّ الزيت ، وعكر القطران . وقيل هو النحاس المذاب . وقيل كلّ ما يذوب في النار { يَغْلِى في البطون * كَغَلْىِ الحميم } قرأ الجمهور { تغلي } بالفوقية على أن الفاعل ضمير يعود إلى الشجرة ، والجملة خبر ثانٍ أو حال ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي تغلي غلياً مثل غلي الحميم ، وهو الماء الشديد الحرارة . وقرأ ابن كثير ، وحفص ، وابن محيصن ، وورش ، عن يعقوب : { يغلي } بالتحتية على أن الفاعل ضمير يعود إلى الطعام وهو في معنى الشجرة ، ولا يصح أن يكون الضمير عائداً إلى المهل لأنه مشبه به ، وإنما يغلي ما يشبه بالمهل ، وقوله : { كَغَلْىِ الحميم } صفة مصدر محذوف ، أي : غلياً كغلي الحميم .