قوله : «كَالْمُهْلِ » يجوز أن يكون خبراً ثانياً ، وأن يكون خبر مبتدأ مضمر ، أي هُوَ كَالْمُهْلِ . ولا يجوز أن يكون حالاً من : «طَعَام الأثيم » . قال{[50416]} أبو البقاء : لأنه لا عامل إذَنْ . وفيه نظر ؛ لأنه يجوز أن يكون حَالاً والعامل في معنى التشبيه ، كقولك : زَيْدٌ أَخُوكَ شُجَاعاً{[50417]} .
والمهل قيل : دُرْدِيّ الزيت . وقيل : عَكرُ القطران . وقيل : ما أُذِيبَ من ذهب أو فضةِ . وقيل : ما أذيب منهما ومن كل ما في معناهما من المُنْطَبعَاتِ كالحَديد والنُّحاس والرَّصَاص{[50418]} . والمَهَلُ بالفتح التُّؤَدَةُ والرِّفق ، ومنه : { فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } [ الطارق : 17 ] . وقرأ الحسن : كَالْمَهْلِ{[50419]} بفتح الميم فقط وهي لغة في المُهْل بالضم{[50420]} . وتقدم تفسيره في الكهف{[50421]} .
قوله : «يَغْلِي » قرأ ابنُ كثير وحَفْصٌ بالياء{[50422]} من تحت الفاعل ضمير يعود على «طَعَام » . وجَوَّز أبُو البقاء أن يعود على الزقوم . وقيل : على المهل نفسه{[50423]} .
و «يَغْلِي » حال من الضمير المستتر في الجار أي منهما المهل غالياً . وجوز أبو البقاء أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي هُوَ يَغْلِي{[50424]} ، أي الزقوم أو الطعام . والباقون{[50425]} تَغْلِي بالتاء من فوق ، على أن الفاعل ضمير الشجرة{[50426]} ، والجملة خبر ثانٍ أو حال على رأيٍ ، أو خبر مبتدأ مضمر ، أي هِيَ تَغْلِي{[50427]} ( واختار{[50428]} أبو عبيد الياء ؛ لأن الاسم المذكور الذي هو المهل هو الذي يلي الفعل نعتاً ، والتذكير به أولى ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.