فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَذَٰلِكَ وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ عِينٖ} (54)

والكاف في قوله : { كذلك } إما نعت مصدر محذوف ، أي نفعل بالمتقين فعلاً كذلك . أو مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي : الأمر كذلك { وزوجناهم بِحُورٍ عِينٍ } أي أكرمناهم بأن زوّجناهم بحور عين ، والحور جمع حوراء وهي البيضاء ، والعين جمع عيناء : وهي الواسعة العينين . وقال مجاهد : إنما سميت الحوراء حوراء ، لأنه يحار الطرف في حسنها ، وقيل هو من حور العين وهو شدّة بياض العين في شدّة سوادها كذا قال أبو عبيدة . وقال الأصمعي : ما أدري ما الحور في العين . قال أبو عمرو : الحور أن تسودّ العين كلها مثل أعين الظباء والبقر ، قال : وليس في بني آدم حور ، وإنما قيل للنساء حور : لأنهنّ شبهن بالظباء والبقر . قيل والمراد بقوله : { زوّجناهم } قرناهم ، وليس من عقد التزويج ، لأنه لا يقال : زوّجته بامرأة . وقال أبو عبيدة : وجعلناهم أزواجاً لهنّ كما يزوّج البعل بالبعل ، أي جعلناهم اثنين اثنين ، وكذا قال الأخفش .