الآيتان 45 و46 ثم شبّهها بالمهل يقوله تعالى : { كالمُهل يغلي في البطون } { كغلي الحميم } والمُهل درديّ الزيت ، ثم يحتمل تشبيهُها بالمُهل لوجهين{[19143]} :
أحدهما لالتصاقه بالبدن ، لأنه قيل : إنه ألصق الأشياء بالبدن .
[ والثاني ]{[19144]} : يحتمل أن يشبّهها بذلك لكثرة تلوّنها وتغيُّرها من حال إلى حال .
ثم الإشكال أنه ليس في أكل دُرديّ الزيت فضل شدّة وكثرة مُؤنة ، فما معنى التشبيه به ؟
لكن نقول : إنه بيّن أن ذلك المهل والدّرديّ من النار حين{[19145]} قال : { كالمُهل يغلي في البطون } { كغلي الحميم } ثم الإشكال : أن شجرة الزّقوم كيف تكون للأثيم ؟ فيحتمل ذلك وجهين :
أحدهما أنه يخرُج منها شيء ، ويسيل ، فيسقي ذلك الكافر .
[ والثاني ]{[19146]} : يحتمل [ أنها تُؤكَل ]{[19147]} كما هي ، فتذوب في بطنه ، فتغلي . فيكون ما ذُكر . ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه رأى فضة ، قد أُذيبت ، فقال : هذا المُهل .
فجائز أن يكون على هذا كل شيء يُذاب ، ويحرق ، فهو المُهل .
والحميم : هو الشيء الحارّ الذي قد انتهى حرّه غايته ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.