تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كَٱلۡمُهۡلِ يَغۡلِي فِي ٱلۡبُطُونِ} (45)

الآيتان 45 و46 ثم شبّهها بالمهل يقوله تعالى : { كالمُهل يغلي في البطون } { كغلي الحميم } والمُهل درديّ الزيت ، ثم يحتمل تشبيهُها بالمُهل لوجهين{[19143]} :

أحدهما لالتصاقه بالبدن ، لأنه قيل : إنه ألصق الأشياء بالبدن .

[ والثاني ]{[19144]} : يحتمل أن يشبّهها بذلك لكثرة تلوّنها وتغيُّرها من حال إلى حال .

ثم الإشكال أنه ليس في أكل دُرديّ الزيت فضل شدّة وكثرة مُؤنة ، فما معنى التشبيه به ؟

لكن نقول : إنه بيّن أن ذلك المهل والدّرديّ من النار حين{[19145]} قال : { كالمُهل يغلي في البطون } { كغلي الحميم } ثم الإشكال : أن شجرة الزّقوم كيف تكون للأثيم ؟ فيحتمل ذلك وجهين :

أحدهما أنه يخرُج منها شيء ، ويسيل ، فيسقي ذلك الكافر .

[ والثاني ]{[19146]} : يحتمل [ أنها تُؤكَل ]{[19147]} كما هي ، فتذوب في بطنه ، فتغلي . فيكون ما ذُكر . ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه رأى فضة ، قد أُذيبت ، فقال : هذا المُهل .

فجائز أن يكون على هذا كل شيء يُذاب ، ويحرق ، فهو المُهل .

والحميم : هو الشيء الحارّ الذي قد انتهى حرّه غايته ، والله أعلم .


[19143]:في الأصل وم: وجهين.
[19144]:في الأصل وم: و.
[19145]:في الأصل وم: حيث.
[19146]:في الأصل وم: و.
[19147]:في الأصل وم: أنه يأكل.