تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسۡـُٔولُونَ} (24)

22

المفردات :

وقفوهم : احبسوهم في الموقف .

مسئولون : عن عقائدهم وأعمالهم .

التفسير :

24 -{ وقفوهم إنهم مسئولون } .

بعد إرشادهم إلى أول طريق الجحيم ، يوقفون للسؤال والتقرير ، والاعتراف بأخطائهم ، كبراهين ساطعة وأدلة دامغة على أنّهم يدخلون الجحيم جزاء عادلا للجرائم التي ارتكبوها في الدنيا .

قال المفسرون :

وظاهر الآية : أن الحبس للسؤال بعد هدايتهم إلى طريق الجحيم ، بمعنى تعريفهم إياه ، ودلالتهم عليه ، لا بمعنى إدخالهم فيه .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسۡـُٔولُونَ} (24)

{ وَقِفُوهُمْ } أي احبسوهم في الموقف { أَنَّهُمْ } عن عقائدهم وأعمالهم ، وفي الحديث { لا تزول قدما عبد حتى يسئل عن خمس عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله مما كسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به وعن ابن مسعود يسألون عن لا إله إلا الله ، وعنه أيضاً يسألون عن شرب الماء البارد على طريق الهزء بهم . وروي بعض الأمامية عن ابن جبير عن ابن عباس يسألون عن ولاية علي كرم الله تعالى وجهه ، ورووه أيضاً عن أبي سعيد الخدري وأولي هذه الأقوال أن السؤال عن العقائد والأعمال . ورأس ذلك لا إله إلا الله ، ومن أجله ولاية علي كرم الله تعالى وجهه وكذا ولاية إخوانه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم أجمعين .

وظاهر الآية أن الحبس للسؤال بعد هدايتهم إلى صراط الجحيم بمعنى تعريفهم إياه ودلالتهم عليه لا بمعنى إدخالهم فيه وإيصالهم إليه ، وجوز أن يكون صراط الجحيم طريقهم له من قبورهم إلى مقرهم وهو ممتد فيجوز كون الوقف في بعض منه مؤخراً عن بعض ، وفيه من البعد ما فيه ، وقيل : إن الوقف للسؤال قبل الأمر المذكور والواو لا تقتضي الترتيب ، وقيل الوقف بعد الأمر عند مجيئهم النار والسؤال عما ينطق به قوله تعالى :

ومن باب الإشارة : وقيل في قوله تعالى : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ } [ الصافات : 24 ] فيه إشارة إلى أن للسالك في كل مقام وقفة تناسب ذلك المقام وهو مسؤول عن أداء حقوق ذلك المقام فإن خرج عن عهدة جوابه أذن له بالعبور وإلا بقي موقوفاً رهيناً بأحواله إلى أن يؤدي حقوقه ، وكذا طبقوا ما جاء من قصص المرسلين بعد على ما في الأنفس

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسۡـُٔولُونَ} (24)

وبعد ما يتعين أمرهم إلى النار ، ويعرفون أنهم من أهل دار البوار ، يقال : { وَقِفُوهُمْ } قبل أن توصلوهم إلى جهنم { إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } عما كانوا يفترونه في الدنيا ، ليظهر على رءوس الأشهاد كذبهم وفضيحتهم .