تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

التفسير :

3- { إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين } .

إن في خلق السماوات وما فيها من أبراج وأفلاك وملائكة ، وشموس وأقمار ونجوم وغير ذلك ، وفي خلق الأرض وما فيها من جبال وبحار وأنهار ونبات ، وإنسان وحيوان وطيور وطرق ، ومعالم متعددة وغير ذلك لعلامات ودلائل وآيات ترشد الناس إلى الإيمان بأن هذه الصنعة الدقيقة لابد لها من خالق قادر حكيم متصف بالكمال ، هو الله سبحانه وتعالى .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

{ إِنَّ فِي السموات والأرض لآيات لّلْمُؤْمِنِينَ } وهو على ما تقدم استئناف للتنبيه على الآيات التكوينية ، وجوز أن يكون { تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله } [ الجاثية : 2 ] مبتدأ وخبراً والجملة جواب القسم ، وهو خلاف الظاهر ، وقيل : يدر { حم } على كونه مقسماً به مبتدأ محذوف الخبر أي حم قسمي ويكون { تَنزِيلَ } نعتاً له غير مقطوع ، وعلى سائر الأوجه قوله سبحانه : { العزيز الحكيم } نعت للاسم الجليل .

وجوز الإمام كونه صفة للكتاب إلا أنه رجح الأول بعد احتياجه إلى ارتكاب المجاز مع زيادة قرب الصفة من الموصوف فيه ، وأوجبه أبو حيان لما في الثاني من الفصل بين الصفة والموصوف الغير الجائز .

وقوله عز وجل : { إِنَّ فِى السموات } الخ يجوز أن يكون بتقدير مضاف أي إن في خلق السموات كما رواه الواحدي عن الزجاج لما أنه قد صرح به في آية أخرى والقرآن يفسر بعضه بعضاً ، ويناسبه قوله عز وجل :

وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ