البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

{ إن في السموات والأرض } ، احتمل أن يريد : في خلق السموات ، كقوله : { وفي خلقكم } ، والظاهر أنه لا يراد التخصيص بالخلق ، بل في السموات والأرض على الإطلاق والعموم ، أي في أي شيء نظرت منهما من خلق وغيره ، من تسخير وتنوير وغيرهما ، { لآيات } : لم يأت بالآيات مفصلة ، بل أتى بها مجملة ، إحالة على غوامض يثيرها الفكر ويخبر بكثير منها الشرع .

وجعلها { للمؤمنين } ، إذ في ضمن الإيمان العقل والتصديق .