السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

ولما كانت الحواميم كما روى أبو عبيدة في كتاب الفضائل عن ابن عباس لبيان القرآن حذف ما ذكر في البقرة من قوله تعالى { خلق } ليكون ما هنا أشمل فقال تعالى : { إن في السماوات } أي : ذواتها بما لها من الدلالة على صانعها وخلقها على ما فيها من العبر بما فيها من المنافع وعظيم الصنعة ، وما لها من الشفوف الدال على تعددها بما فيها من الكواكب { والأرض } كذلك وبما حوت من المعادن والمعاش { لآيات } أي : دلالات على وجود الإله القادر الفاعل المختار ؛ فإن من المعلوم أنه لا بد لكل ذلك من صانع متصف بذلك ، وقال تعالى { للمؤمنين } لأنهم برسوخهم في هذا الوصف الشريف أهل للنظر ؛لأن ربهم يهديهم بإيمانهم ، فشواهد الربوبية لهم منهما لائحة وأدلة الإلهية فيهما واضحة .