اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

قوله تعالى : { إِنَّ فِي السماوات والأرض لآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ } إن كان قوله «حم » قسماً «فتزيل الكتاب » نعت له ، وجواب القسم : { إِنَّ فِي السماوات والأرض }{[50496]} واعلم أن حصول الآيات في السموات والأرض ظاهر دال على وجود الله تعالى ، وقدرته مثل مقاديرها وكيفياتها وحركاتها ، وأيضاً الشمس والقمر والنجوم والجبال والبحار . وقد تقدم الكلام في كيفية دلالتها على وجود الإله القادر الفاعل المختار .

وقوله : «لآياتِ لِلْمؤمِنِينَ » يقتضي كون هذه مختصةً بالمؤمنين . وقالت المعتزلة : إنها آيات للمؤمن والكافر ، إلا أنه لما انتفع بها المؤمن دون الكافر أضيف كونها آياتٍ للمؤمنين ، ونظيره قوله تعالى : { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } [ البقرة : 2 ] فإنه هُدًى لكلّ الناس ، كما قال تعالى : { هُدًى لِّلنَّاسِ } [ البقرة : 185 ] إلاَّ أنه لما انتفع به المؤمن خاصةً قيلَ : هدى للمتقين{[50497]} .


[50496]:والتقدير: وحم الذي هو تنزيل الكتاب إن الأمر كذا وكذا. وانظر الرازي 27/256.
[50497]:انظر الرازي 27/258.