تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

1

المفردات :

تمور : تضطرب ، أو تدور كالرّحى .

التفسير :

9-10 : { يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا } .

عند نهاية الحياة يختل نظام الكون ، ويفقد تماسكه ، فتنشق السماء ، وتضطرب اضطرابا شديدا . وتدور كالرحى ، ويموج بعضها في بعض .

وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا .

تسير الجبال من أماكنها كسير السحاب ، وتُفتت كالرمل ، ثم تصير كالعهن ( الصوف المندوف ) ، ثم تطيرها الرياح فتكون هباء منثورا .

قال تعالى : { وسًُيّرت الجبال فكانت سرابا } ( النبأ : 20 )

وقال عز شأنه : { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } . ( النمل : 88 )

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

وقوله سبحانه : { يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً } منصوب على الظرفية وناصبه { وَاقِعٍ } أو { دَافِعٍ } أو معنى النفي وإيهام أنه لا ينتفي دفعه في غير ذلك اليوم بناءاً على اعتبار المفهوم لا ضير فيه لعدم مخالفته للواقع لأنه تعالى أمهلهم في الدنيا وما أهملهم ، ومنع مكي أن يعمل فيه { وَاقِعٍ } ولم يذكر دليل المنع ولا دليل له فيما يظهر ، ومعنى { تَمُورُ } تضطرب كما قال ابن عباس أن ترتج وهي في مكانها ، وفي رواية عنه تشقق ، وقال مجاهد : تدور ، وأصل المور التردد في المجيء والذهاب ، وقيل : التحرك في تموج ، وقيل : الجريان السريع ، ويقال للجري مطلقاً وأنشدوا للأعشى

: كأن مشيتها من بيت جارتها *** ( مور السحابة لا ريث ولا عجل )