تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (19)

14

المفردات :

استحوذ : استولى عليهم ، وأحاط بهم ، وغلب على عقولهم .

حزب الشيطان : أعوانه وأتباعه وأنصاره .

التفسير :

19- { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } .

لقد استولى الشيطان على عقولهم وأفكارهم ، فأنساهم ذكر الله وطاعته ، فذكروا الدنيا وأموالها وأولادها ومغانمها ، ونسوا ذكر الله ، أولئك المنافقون هم حزب الشيطان وأتباعه ، ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ، فقد باعوا آخرتهم ، واشتروا دنياهم ، وباعوا جنة عرضها السماوات والأرض ، واشتروا الدرك الأسفل من النار .

قال الكرماني :

علامة استحواذ الشيطان على العبد أن يشغله بعمارة ظاهره ، من المآكل والمشارب والملابس ، ويشغل قلبه عن التفكر في آلاء الله ونعمائه ، والقيام بشكرها ، ويشغل لسانه عن ذكر ربه بالكذب والغيبة والبهتان ، ويُشغل عن التفكر والمراقبة بتدبير الدنيا وجمعهاxxiv .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (19)

قوله : { استحوذ عليهم الشيطان } استحوذ ، أي غلب واستولى ، يعني استولى عليهم الشيطان وذللهم لطاعته في كل ما يريده منهم من الإشراك والضلال والفسق وفساد القلوب ، { فأنساهم ذكر الله } أغفلهم عن توحيده وطاعته فعصوا أمر ربهم وانحازوا لجانب الشيطان فكانوا أهله ورعيته وأتباعه وهو قوله : ، { أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون } والحزب ، معناه الطائفة من الناس ، والجمع ، أحزاب{[4491]} أي أن هؤلاء المنافقين الكاذبين هم أتباع الشيطان وهم جنوده ورهطه ألا إنهم صائرون إلى الخسران ، إذ باعوا الدين بالدنيا وباعوا الحق بالباطل واستعاضوا عن الهداية بالضلال والباطل فكانوا هم الأخسرين{[4492]} .


[4491]:أساس البلاغة 124 والمصباح المنير جـ 1 ص 144.
[4492]:الكشاف جـ 4 ص 78 وفتح القدير جـ 5 ص 192.