تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ} (166)

160

المفردات :

المسبحون : المنزّهون الله عما لا يليق به .

التفسير :

166- { وإنا لنحن المسبحون } .

أي : ننزه الله عما لا يليق به ، وعن دعوى الكفار أن الملائكة بنات الله ، أو المعنى : وإنا لنحن المصلّون .

قال قتادة : { المسبحون } . أي : المصلّون .

وقال ابن عباس : كل تسبيح في القرآن بمعنى الصلاة ، أي : الذاكرون لله ، القائمون بتنزيهه وذكره ، والصلاة له بدون ملل أو فتور ، والإنسان لا يخلوا من فتور وانشغال بالمعاش ، أما الملائكة فلا ينقطعون عن ذكر الله ، وكان مسروق يروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من السماء الدنيا موضع إلا عليه ملك ساجد أو قائم " فذلك قوله تعالى : { وما منا إلا له ، مقام معلوم } . {[563]} .


[563]:ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد: يشهد لهذه اللفظة ما رواه أحمد في مسنده (21005) والترمذي في الزهد (2312) من حديث أبى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أرى ما لا ترون وأسمع مالا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولا تلذذتم بالنساء على الفرشات ولخرجتم على – أو إلى – الصعدات تجأرون إلى الله " قال: فقال أبو ذر: والله ولوددت أني شجرة تعضد. وأخرجه الضحاك في تفسيره ورواه ابن عساكر بنحوه، وأصله في الصحاح، وانظر مختصر تفسير ابن كثير تحقيق محمد علي الصابوني 3/193.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ} (166)

قوله تعالى : { وإنا لنحن المسبحون } أي : المصلون المنزهون الله عن السوء ، يخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يعبدون الله بالصلاة والتسبيح ، وأنهم ليسوا بمعبودين ، كما زعمت الكفار .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ} (166)

" وإنا لنحن المسبحون " أي المصلون . قاله قتادة . وقيل : أي المنزهون الله عما أضافه إليه المشركون . والمراد أنهم يخبرون أنهم يعبدون الله بالتسبيح والصلاة وليسوا معبودين ولا بنات الله . وقيل : " وما منا إلا له مقام معلوم " من قول الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين للمشركين ، أي لكل واحد منا ومنكم في الآخرة مقام معلوم وهو مقام الحساب . وقيل : أي منا من له مقام الخوف ، ومنا من له مقام الرجاء ، ومنا من له مقام الإخلاص ، ومنا من له مقام الشكر . إلى غيرها من المقامات . قلت : والأظهر أن ذلك راجع إلى قول الملائكة : " وما منا إلا له مقام معلوم " والله أعلم .