{ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ } : أي المنزهون لله المقدسون له عما أضافه إليه المشركون ، وقيل : المصلون ، وقيل : المراد بقولهم ( المسبحون ) مجموع التسبيح باللسان وبالصلاة ، والمقصود : أن هذه الصفات هي صفات الملائكة ، وليسوا كما وصفهم به الكفار من أنهم بنات الله .
وعن ابن عباس قال : هذه الملائكة وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم ) وذلك قول الملائكة { وما منا إلا له مقام معلوم ، وإن لنحن الصافون } أخرجه ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه وغيرهم .
وعن العلاء ابن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه : ( أطت السماء وحق لها أن تئط ، ليس فيها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد ، ثم قرأ : وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المسبحون ) أخرجه محمد بن نصر وابن عساكر .
وعن ابن مسعود قال : ( إن من السموات لسماء ما فيها موضع شبر إلا وعليه جبهة ملك أو قدماه قائما أو ساجدا ، ثم قرأ : وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون .
وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون ، إن السماء أطت وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله ) ، قيل : الأطيط أصوات الأقتاب ، وقيل : أصوات الإبل وحنينها .
وقد ثبت في الصحيح وغيره : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بأن يصفوا كما تصف الملائكة عند ربهم ، فقالوا : وكيف تصف الملائكة عند ربهم ؟ قال : يقيمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف ) . قال القرطبي : قال مقاتل : هذه الآيات الثلاث نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى ، فتأخر جبريل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أهنا تفارقني ؟ فقال جبريل : ما أستطيع أن أتقدم عن مكاني هذا . وأنزل الله حكاية عن قول الملائكة : { وما منا إلا له مقام معلوم } إلى آخرها ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.