الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ} (166)

وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم ، وذلك قول الملائكة عليهم السلام { وما منا إلا له مقام معلوم ، وإنا لنحن الصافون } » .

وأخرج محمد بن نصر وابن عساكر عن العلاء بن سعد رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لجلسائه : « اطت السماء ، وحق لها أن تئط ، ليس منها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد . ثم قرأ { وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المسبحون } » .

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إن من السموات لسماء ما فيها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه ، قائماً أو ساجداً . ثم قرأ { وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المسبحون } .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه { وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المسبحون } قال : اطت السماء ، وما تلام أن تئط ، إن في السماء لسماء ما فيها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه .

وأخرج الترمذي وحسنه وابن ماجة وابن مردويه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون . إن السماء اطت ، وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله » .

وأخرج ابن مردويه عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « هل تسمعون ما أسمع ؟ قلنا يا رسول الله ما تسمع ؟ ! قال : اسمع اطيط السماء ، وما تلام أن تئط . ما فيها موضع قدم إلا وفيه ملك راكع أو ساجد » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : كانوا يصلون الرجال والنساء جميعاً حتى نزلت { وما منا إلا له مقام معلوم } فتقدم الرجال ، وتأخر النساء .

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن مالك رضي الله عنه قال : كان الناس يصلون متبددين ، فأنزل الله { وإنا لنحن الصافون } فأمرهم أن يصفوا .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال : حدثت أنهم كانوا لا يصفون حتى نزلت { وإنا لنحن الصافون } .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث رضي الله عنه قال : كانوا لا يصفون في الصلاة حتى نزلت { وإنا لنحن الصافون } .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الحسن رضي الله عنه قال : « كانت أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر . فأتاه جبريل عليه السلام فقال { وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المسبحون } فقام جبريل عليه السلام بين يديه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ، ثم صف النساء من خلفه ، والنساء خلف الرجال ، فصلى بهم الظهر أربعاً حتى إذا كان عند العصر ، قام جبريل عليه السلام ففعل مثلها ، ثم جاءه حين غربت الشمس ، فصلى بهم ثلاثاً ، يقرأ في الركعتين الأولتين يجهر فيهما ، ولم يسمع في الثالثة . حتى إذا كان عند العشاء ، وغاب الشفق ، جاء جبريل عليه السلام فصلى بالناس أربع ركعات يجهر بالقراءة في ركعتين . حتى إذا أصبح ليلته ؛ أتاه فصلى ركعتين يجهر فيهما ويطوّل القراءة » .

وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال : « استووا . تقدم يا فلان ، تأخر يا فلان ، أقيموا صفوفكم يريد الله بكم هدي الملائكة . ثم يتلو { وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المسبحون } » .

وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم . قال : يقيمون الصفوف المقدمة ، ويتراصون في الصف » .

وأخرج مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض مسجداً ، وجعلت لنا تربتها طهوراً إذا لم نجد الماء » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اعتدلوا في صفوفكم ، وتراصوا ، فإني أراكم من ورائي . قال أنس رضي الله عنه : لقد رأيت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه ، وقدمه بقدمه » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقوّم الصفوف كما تقوّم القداح ، فأبصر يوماً صدر رجل خارجاً من الصف فقال : « لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم » .

وأخرج أحمد وابن أبي شيبة عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أقيموا صفوفكم ، لا يتخللكم الشيطان كأولاد الحذف . قيل يا رسول الله وما أولاد الحذف ؟ قال : ضأن سود يكون بأرض اليمن » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول : « استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أقيموا صفوفكم فإن من حسن الصلاة إقامة الصف » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا ، فبين لنا سنتنا ، وعلمنا صلاتنا فقال : « إذا صليتم فأقيموا صفوفكم » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « إذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم ، وسدوا الفرج ، فإني أراكم من وراء ظهري » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من سد فرجة في صف رفعه الله بها درجة ، وبنى له بيتاً في الجنة » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سوّوا صفوفكم ، وأحسنوا ركوعكم وسجودكم » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال : استووا تستوي قلوبكم ، وتَراصُّوا تُرْحَمُوا .

وأخرج محمد بن نصر عن أبي صالح رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل } [ المزمل : 20 ] إلى قوله { علم أن لن تحصوه } قال جبريل عليه السلام : أشق ذلك عليكم ؟ قال : نعم . قال { وما منا إلا له مقام معلوم ، وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المسبحون } .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وإنا لنحن الصافون } قال : صفوف في السماء { وإنا لنحن المسبحون } أي المصلون هذا قول الملائكة يبينون مكانهم من العباد .