تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

33

المفردات :

راودوه عن ضيفه : طلبوا منه تمكينهم منهم ليفجروا بهم .

فطمسنا أعينهم : حجبناها عن الإبصار ، فلم تر شيئا .

التفسير :

37- { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ } .

جاءت الملائكة إلى لوط في صورة شبان مرد حسان ، وبعثت امرأته العجوز الخائنة لأمانة زوجها إلى قومها تخبرهم بوجود شباب حسان عند لوط ، فأقبلوا مسرعين راغبين في الفجور واللواط بهؤلاء الشباب ، ولم يفتح لهم لوط الباب ، وعرض عليهم الزواج من ابنتيه فرفضوا ، وقالوا : ليست لنا رغبة في النساء ، إنما نريد اللواط بمن عندك من الشباب ، وهجموا على باب منزله يريدون كسر الباب ، وهنا نزل جبريل من السماء فمسح عيونهم فلم يروا شيئا ، فرجعوا على أدبارهم يتحسسون بالحيطان ، ويتوعدون لوطا بالانتقام منه في الصباح .

ثم حكى القرآن ما قيل لهم على ألسنة الملائكة : فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ .

أي : ذوقوا ألم عذاب الله ، وعاقبة تكذيب إنذاراته .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} (37)

قوله تعالى : { ولقد راودوه عن ضيفه } طلبوا أن يسلم إليهم أضيافه { فطمسنا أعينهم } وذلك أنهم لما قصدوا دار لوط وعالجوا الباب ليدخلوا ، قالت : الرسل للوط : خل بينهم وبين الدخول فإنا رسل ربك لن يصلوا إليك ، فدخلوا الدار فصفقهم جبريل بجناحه بإذن الله فتركهم عمياً يترددون متحيرين لا يهتدون إلى الباب ، فأخرجهم لوط عمياً لا يبصرون . قوله : { فطمسنا أعينهم } يعني : صيرناها كسائر الوجه لا يرى لها شق ، هذا قول أكثر المفسرين . وقال الضحاك : طمس الله أبصارهم فلم يروا الرسل ، فقالوا : قد رأيناهم حين رأيناهم حين دخلوا البيت فأين ذهبوا ، فلم يروهم فرجعوا . { فذوقوا عذابي ونذر } أي : ما أنذركم به لوط من العذاب .