أليس الذي خلق فسوّى ، وقدّر فهدى ، وخلق الإنسان في أحسن تقويم ، وأبدع الكون ، وخلق كل شيء فقدّره تقديرا ، أليس هذا الإله بأعدل العادلين ، حكما وقضاء ، وفصلا بين العباد ؟
أما هو أحكم الحاكمين الذي لا يجور ولا يظلم أحدا ، ومن عدله أن يقيم القيامة ، فينتصف للمظلوم في الدنيا ممن ظلمه .
وقد روى الإمام الترمذي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ منكم : والتين والزيتون . ثم انتهى إلى قوله تعالى : أليس الله بأحكم الحاكمين . فليقل : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين ) .
( تم بحمد الله تعالى توفيقه تفسر سورة التين ) .
i روي هذا القول عن ابن عباس وعكرمة ، حتى قال عكرمة : من جمع القرآن لم يردّ إلى أرذل العمر ، واستشهدوا بقوله تعالى : { ومن نعمره ننكّسه في الخلق } ( يس : 68 ) . وقوله تعالى : { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر } ( النحل : 70 ) . حيث يتحول الإنسان من القوة إلى الضعف ، وحيث يتقوّس ظهره بعد اعتداله ، ويبيض شعره بعد سواده ، ويضعف سمعه وبصره ، فمشيه دليف كالمقيّد ، وصوته خافت .
قال تعالى : { الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير } ( الروم : 54 ) .
ii مختصر تفسير ابن كثير تحقيق محمد علي الصابوني المجلد الثالث ص 655 .
iii التفسير الوسيط تأليف لجنة من العلماء بإشراف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر .
وقوله تعالى { أليس الله بأحكم الحاكمين } ؟ بلى فليس هناك أعدل من الله وأحسن حكما فكيف يظن إذا أن الناس يعملون متفاوتين في أعمالهم في هذه الدنيا ثم يموتون سواء ولا جزاء بعد بالثواب ولا بالعقاب هذا ظلم وباطل ومنكر ينزه الرب عنه سبحانه وتعالى فقضية البعث الآخر لا تقبل الجدل والمماحكة بحال من الأحوال .
1- بيان منافع التين والزيتون واستحباب غرس هاتين الشجرتين والعناية بهما .
3- بيان فضل الله على الإِنسان في خلقه في أحسن صورة وأقوم تعديل .
4- تقرير فضل الله على الإِنسان المسلم وهو أنه يطيل عمره فإِذا هرم وخرف كتب له كل ما كان يعمله من الخير ويجانبه من الشر .
5- مشروعية قول بلى وأنا على ذلك من الشاهدين بعد قراءة والتين إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.