تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (17)

16

المفردات :

يُحيي الأرض : يجعلها خصبة بالنبات والزرع .

موتها : جدبها وقفرها .

الآيات : البينات والحجج .

تعقلون : تتدبرون .

التفسير :

17- { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } .

القلوب إذا أهملت صدأت وخمدت ، ولكن لن ييأس المؤمن من فضل الله وهدايته ، ولن يملّ من التوبة والرجوع إليه سبحانه ، فكما أن الأرض الجافة الصلبة إذا نزل عليها الماء اخضرت وربت ، وأنبتت من كل زوج بهيج ، فكذلك يحيي الله القلوب بعد قسوتها ، ويهدي الحيارى بعد ضلالهم ببراهين القرآن ودلائله ، ونور الهداية وإشراق التوجيه ، وفضل العناية الإلهية .

قد أوضحنا لكم لآيات والحجج كي تتدبروها ، وتعقلوا ما فيها من المواعظ ، وتعملوا بموجب ذلك .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (17)

{ اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها } أي : يحييها بإنزال المطر وإخراج النبات ، وقيل : إنه تمثيل للقلوب أي : يحي الله القلوب بالمواعظ كما يحي الأرض بالمطر ، وفي هذا تأنيس للمؤمنين الذين ندبوا إلى أن تخشع قلوبهم ، والأول : أظهر وأرجح لأنه الحقيقة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (17)

قوله : { اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها } يشار بذلك إلى أن القلوب الغليظة ربما تلين بالذكرى وحسن الموعظة أو ترق وتخشع بسماع الدلائل والآيات . فما ينبغي الاستيئاس من إيمان الشاردين عن منهج الحق ، الجامحين نحو الشهوات والملذات . فإن القلوب الغافلة ربما تنفذ إلى أعماقها آيات الهداية فتخشع وتنقلب راجعة إلى الصواب واليقين . وذلك كما أحيى الأرض الهامدة اليبس بالغيث الهاطل المدرار فأنبت الله فيها الزرع والثمر ولبست الأرض حلة زاهية من الخضرة والجمال . قوله : { قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون } بين الله لعباده الآيات لكي يفهموها ويتدبروا مدلولاتها ومعانيها فيعتبروا ويستيقنوا{[4461]} .


[4461]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 312 وتفسير البيضاوي ص 716 وتفسير النسفي جـ 4 ص 226.