فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (17)

{ اعلموا } خطاب للمؤمنين المذكورين ، وهم الصحابة الذين أكثروا المزاج فيكون في الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب { أن الله يحيي الأرض بعد موتها } وهذا تمثيل لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة ، أو لإحياء الأموات ترغيبا في الخشوع وزجرا عن القساوة ، وهذه استعارة تمثيلية والمعنى من قدر على ذلك فهو قادر على أن يبعث الأجسام بعد موتها ، ويلين القلوب بعد قسوتها ، وإنما حمل على التمثيل لترتبط هذه الآية بما قبلها { قد بينا لكم الآيات } التي من جملتها هذه الآيات { لعلكم تعقلون } أي كي تعقلوا ما تضمنته من المواعظ ، وتعملوا بموجب لذلك ، أو لكي تكمل عقولكم .