تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (16)

14

المفردات :

اتخذوا أيمانهم جنة : أعدوها سترا ووقاية ليخلصوا من المؤاخذة .

فصدوا عن سبيل الله : صدوا بأيمانهم الناس عن دين الله ، بالتحريش والتثبيط .

التفسير :

16- { اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } .

جعلوا من أيمانهم الكاذبة وقاية وسترا لحفظ دمائهم ، وتستروا تحت إظهار الإسلام وإبطان الكفر ، وبذلك ثبطوا الناس عن الدخول في الإسلام ، وبثوا الفتن بين ضعاف الإيمان ، فصدوهم عن سبيل الله ودينه .

لذلك أعد الله لهم عذابا مؤلما ، يلازمه الذل والهوان في نار جهنم ، فهو عذاب شديد مؤلم ، وهو في نفس الوقت مشتمل على الذل والمهانة لهم ، جزاء خداعهم وكذبهم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (16)

{ اتخذوا أيمانهم جنة } أصل الجنة ما يستتر به ويتقي به المحذور كالترس ، ثم استعمل هنا استعارة لأنهم كانوا يظهرون الإسلام لتعصم دماؤهم وأموالهم ، وقرئ اتخذوا بكسر الهمزة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (16)

قوله : { اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله } الجنة ، بمعنى السترة{[4490]} يعني اتخذ المنافقون من إظهارهم الإسلام وحلفهم الأيمان الكاذبة الفاجرة ستارا يستترون به لينجوا من القتل ، وليصدوا الناس عن دين الله بما يثيرونه من الأراجيف والأكاذيب والظنون . وهم يبتغون بذلك منع الناس من دخول الإسلام وليفتنوا المسلمين عن دينهم ويثنوهم عن موالاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد اغتر بهم بعض المسلمين وافتتنوا بهم من كثرة ما أثاروه من الإشاعات الكاذبة المضللة لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرد المسلمين إلى جادة الحق بما يتنزل عليه من وحي من السماء .

قوله : { فلهم عذاب مهين } أعد الله لهم عذاب جهنم يوم القيامة حيث الهون والذل والنكال .


[4490]:أساس البلاغة ص 102.