اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (16)

قوله تعالى : { اتخذوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } .

قرأ العامة : «أيْمَانَهُمْ » - بفتح الهمزة - جمع «يَمِين » .

والحسن{[55779]} وأبو العالية - بكسرها - مصدراً هنا ، وفي «المُنَافقين » ، أي : إقرارهم اتخذوه جُنّة يستجنُّون بها من القَتْلِ .

قال ابن جني{[55780]} : «هذا على حذف مضاف ، أي : اتخذوا إظهار أيمانهم جُنَّة من ظهور نفاقهم » .

وقوله تعالى : { أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } مفعولان ل «اتَّخَذُوا »{[55781]} .

قوله : { لهم عذاب مهين } في الدنيا بالقَتْل وفي الآخرة بالنار .

وقيل : المراد من الكل عذاب الآخرة ، كقوله عز وجل : { الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العذاب } [ النحل : 88 ] . الصّد عن سبيل الله : المنع عن الإسلام .

وقيل : إلقاء الأراجيف وتَثْبِيط المسلمين عن الجهاد .


[55779]:ينظر: المحرر الوجيز 5/281، والفخر الرازي 29/238، والبحر المحيط 8/236، والدر المصون 6/290.
[55780]:ينظر: المحتسب 2/313.
[55781]:ينظر: الدر المصون 6/290.