تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

التفسير :

3- { إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين } .

إن في خلق السماوات وما فيها من أبراج وأفلاك وملائكة ، وشموس وأقمار ونجوم وغير ذلك ، وفي خلق الأرض وما فيها من جبال وبحار وأنهار ونبات ، وإنسان وحيوان وطيور وطرق ، ومعالم متعددة وغير ذلك لعلامات ودلائل وآيات ترشد الناس إلى الإيمان بأن هذه الصنعة الدقيقة لابد لها من خالق قادر حكيم متصف بالكمال ، هو الله سبحانه وتعالى .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

{ إن في السموات والأرض . . . } اشتملت هذه الآيات الثلاث على ستة أدلة كونية : خلق السموات والأرض ؛ والمتأمل فيهما يعلم أنه لا بد لهما من صانع حكيم ، فيؤمن به . وخلق الإنسان وانتقاله في أطواره . وخلق ما على الأرض من صنوف الحيوان ؛ والمتأمل فيهما وفي ارتباط تكونهما بالعالم العلوي يصل بالتأمل إلى مرتبة اليقين ، والحوادث المتجددة في كل وقت من اختلاف الليل والنهار ، ونزول الأمطار الذي به حياة الأرض بالنبات ، وتقلب الرياح وآثارها في البر والبحر ؛ والتأمل فيها يؤدي إلى استحكام العلم وقوة اليقين ، وذلك لا يكون إلا بالعقل الكامل ؛ ولذا ختمت كل آية بما يناسب ما سبق فيها من الدليل .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

{ إن في السماوات والأرض } أي إن في خلقهما { لآيات } لدلالات على قدرة الله وتوحيده

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

قوله تعالى : " إن في السماوات والأرض " أي في خلقهما " لآيات للمؤمنين ، وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون ، واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق " يعني المطر . " فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون " تقدم جميعه مستوفى في " البقرة " وغيرها{[13771]} . وقراءة العامة وما يبث من دابة آيات " " وتصريف الرياح آيات " بالرفع فيهما . وقرأ حمزة والكسائي بكسر التاء فيهما . ولا خلاف في الأول أنه بالنصب على اسم " إن " وخبرها " في السموات " . ووجه الكسر في " آيات " الثاني العطف على ما عملت فيه ، التقدير : إن في خلقكم وما يبث من دابة آيات . فأما الثالث فقيل : إن وجه النصب فيه تكرير " آيات " لما طال الكلام ، كما تقول : ضرب زيدا زيدا . وقيل : إنه على الحمل على ما عملت فيه " إن " على تقدير حذف " في " . التقدير : وفي اختلاف الليل والنهار آيات . فحذفت " في " لتقدم ذكرها . وأنشد سيبويه في الحذف :

أكلَّ امرئٍ تحسبين امرَأً *** ونارٍ تَوَقَّدُ بالليل نَارَا{[13772]}

فحذف " كل " المضاف إلى نار المجرورة لتقدم ذكرها . وقيل : هو من باب العطف على عاملين . ولم يجزه سيبوبه ، وأجازه الأخفش وجماعة من الكوفيين ، فعطف " واختلاف " على قوله : ( وفي خلقكم ) ثم قال : ( وتصريف الرياح آيات ) فيحتاج إلى العطف على عاملين ، والعطف على عاملين قبيح من أجل أن حروف العطف تنوب مناب العامل ، فلم تقو أن تنوب مناب عاملين مختلفين ؛ إذ لو ناب مناب رافع وناصب لكان رافعا ناصبا في حال . وأما قراءة الرفع فحملا على موضع " إن " مع ما عملت فيه . وقد ألزم النحويون في ذلك أيضا العطف على عاملين ؛ لأنه عطف " واختلاف " على " وفي خلقكم " ، وعطف " آيات " على موضع " آيات " الأول ، ولكنه يقدر على تكرير " في " . ويجوز أن يرفع على القطع مما قبله فيرفع بالابتداء ، وما قبله خبره ، ويكون عطف جملة على جملة . وحكى الفراء رفع " واختلاف " و " آيات " جميعا ، وجعل الاختلاف هو الآيات .


[13771]:راجع ج 2 ص 191 وما بعدها. و ج 14 ص 58.
[13772]:البيت لأبي دؤاد الأيادي.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (3)

ودل بشواهد القدرة وآثار الصنعة من نسخة هذا الكتاب على الصفتين وعلى وحدانيته فيهما اللازم منه تفرده{[57818]} المطلق فقال{[57819]} مؤكداً لأجل من ينكر ذلك ولو بالعمل ، وترغيباً في تدقيق{[57820]} النظر بتأمل آيات الوجود التي هذا الكتاب شرح{[57821]} لمغلقها وتفصيل لمجملها ، وإيماء إلى أنها أهل-{[57822]} لصرف الأفكار{[57823]} إلى تأملها { إن في }{[57824]} ولما كانت الحواميم - كما روى أبو عبيدة في كتاب الفضائل عن ابن عباس رضي الله عنهما - لباب القرآن ، حذف ما ذكر{[57825]} في البقرة من قوله " خلق " ليكون ما هنا أشمل فقال : { السماوات } أي ذواتها{[57826]} بما لها من الدلالة على صانعها-{[57827]} وخلقها على ما فيها من العبر بما فيها من المنافع وعظيم الصنعة{[57828]} وما لها من الشفوف الدال على تعددها بما فيها من الكواكب { والأرض } كذلك [ و-{[57829]} ] بما حوت من المعادن والمعايش{[57830]} والمنابع والمعاون { لآيات } أي دلائل على وحدانيته وجميع كماله ، فإن من المعلوم أنه لا بد لكل من ذلك من صانع متصف بذلك { للمؤمنين * } أي لأنهم برسوخهم في هذا الوصف الشريف أهل للنظر ؛ لأن{[57831]} ربهم يهديهم بإيمانهم فشواهد{[57832]} الربوبية لهم منهما{[57833]} لائحة ، وأدلة الإلهية فيهما واضحة ، ولعله أشار بالتعبير بالوصف إلى أنه لا بد في رد شبه أهل{[57834]} الطبائع من تقدم الإيمان ، وأن من-{[57835]} لم يكن راسخ الإيمان لم يخلص من شكوكهم{[57836]} .

وقال الإمام أبو جعفر{[57837]} بن الزبير : لما {[57838]}تضمنت السور{[57839]} المتقدمة إيضاح أمر الكتاب وعظيم بيانه{[57840]} وأنه شاف كاف وهدى{[57841]} ونور ، كان {[57842]}أمر من{[57843]} كفر من العرب أعظم شيء لانقطاعهم وعجزهم وقيام الحجة به عليهم حتى رضوا بالقتل والخزي العاجل وما {[57844]}قاموا بادعاء{[57845]} معارضته{[57846]} ولا تشوفوا{[57847]} إلى الإسناد إلى عظيم تلك المعارضة ، أتبع ذلك تعالى-{[57848]} تنبيهاً لنبيه{[57849]} والمؤمنين إلى ما قد نصبه من الدلائل سواه مما صد المعرض عن{[57850]} الاعتبار بها أو ببعضها مجرد هواه ، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ، فقال تعالى بعد القسم بالكتاب المبين { إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين } أي لو لم تجئهم يا محمد{[57851]} بعظيم آية{[57852]} الكتاب فقد كان لهم {[57853]}فيما نصبنا{[57854]} من الأدلة أعظم برهان وأعظم تبيان

{ أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى }[ الروم : 8 ] فلما نبه بخلق السماوات والأرض ، أتبع بذكر ما بث في الأرض فقال { وفي خلقكم وما بث فيهما {[57855]}من دابة آيات لقوم يوقنون واختلاف الّيل والنهار } أي في دخول أحدهما على الآخر بألطف{[57856]} اتصال{[57857]} وأربط انفصال{[57858]} { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار } ثم نبه على الاعتبار بإنزال الماء من السماء وسماه رزقاً بحط القياس فقال { وما أنزل الله من رزق فأحيى به الأرض بعد موتها } ثم قال { و{[57859]}تصريف الرياح آيات{[57860]} لقوم يعقلون } الاستدلال بهذه الآي{[57861]} يستدعي بسطاً يطول ، ثم قال { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق } أي علاماته ودلائله { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } ثم قال { فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون } أبعد{[57862]} ما شاهدوه{[57863]} من شاهد الكتاب وما تضمنه خلق السماوات والأرض وما فيهما{[57864]} وما بينهن من عجائب الدلائل الواضحة لأولي الألباب ، فإذا لم يعتبروا{[57865]} بشيء من ذلك فبماذا يعتبر{[57866]} ، ثم أردف تعالى بتقريعهم وتوبيخهم في تصميمهم{[57867]} مع وضوح الأمر فقال { ويل لكل أفاك أثيم{[57868]} } الآيات الثلاث ، ثم قال { هذا هدى } وأشار إلى الكتاب وجعله{[57869]} نفس الهدى لتحمله{[57870]} كل أسباب الهدى وجميع جهاته ، ثم توعد من كفر به ثم أردف ذلك بذكر نعمه وآلائه ليكون ذلك زائداً في توبيخهم ، والتحمت الآي عاضدة هذا الغرض تقريعاً وتوبيخاً ووعيداً وتهديداً إلى آخر السورة - انتهى .


[57818]:من م ومد، وفي الأصل و ظ نفوذه.
[57819]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فكان.
[57820]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: دقيق.
[57821]:زيد في الأصل: ومفتاح، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[57822]:زيد من م ومد.
[57823]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: الإنكار.
[57824]:وقع في الأصل بعده بياض، وفي ظ: خلق.
[57825]:من م مد، وفي الأصل و ظ: ذكره.
[57826]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: ذاتها.
[57827]:زيد من م ومد.
[57828]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: الصفة.
[57829]:زيد من م ومد.
[57830]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: المنافع.
[57831]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لأنهم.
[57832]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بشواهد.
[57833]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: منها.
[57834]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لأهل.
[57835]:زيد من م ومد.
[57836]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: شكوكه.
[57837]:من م ومد، وفي الأصل و ظ:ابن جعفر.
[57838]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: تقدم فتضمنت السورة.
[57839]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: تقدم فتضمنت السورة.
[57840]:في الأصل و ظ بياض ملأناه من م ومد.
[57841]:من م و مد، وفي الأصل و ظ: هوى.
[57842]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: أمرين.
[57843]:من ظ و م ومد، وفي الأصل:أمرين.
[57844]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: قاموا بادعاء-كذا.
[57845]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: معارضة.
[57846]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لا تشو-كذا.
[57847]:زيد من ظ و م ومد.
[57848]:في الأصل و ظ: نبته- كذا، وفي م ومد بياض.
[57849]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عما.
[57850]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: من.
[57851]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: يوم تجبهم.
[57852]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: آيات.
[57853]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فيه نسبة.
[57854]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فيه نسبة.
[57855]:ليس في مد.
[57856]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: باللطف.
[57857]:من م ومد: وفي الأصل و ظ إيصال.
[57858]:زيد في الأصل و ظ: للشمس، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[57859]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: نصرف الآيات.
[57860]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: نصرف الآيات.
[57861]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: الآية الذي.
[57862]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: أي بعده.
[57863]:من م ومد، وفي الأصل و ظ:أي بعده.
[57864]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: شهدوه.
[57865]:من ظ و م، وفي الأصل ومد: فيها.
[57866]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لم يعبروا.
[57867]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: يعبر.
[57868]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: تصميم.
[57869]:زيد في الأصل و ظ: يسمع آيات الله تتلى عليه، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[57870]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: جعل.زيد بعده في الأصل و ظ: أسباب، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.