تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ بِٱلۡخَاطِئَةِ} (9)

1

المؤتفكات : المنقلبات ، وهي قرى قوم لوط ، جعل الله عاليها سافلها بالزلزلة .

الخاطئة : الخطأ .

وجاء فرعون ومن قبله ، والمؤتفكات بالخاطئة .

وجاء فرعون موسى ، ومن قبله من الأمم التي كفرت بآيات الله ، كقوم نوح وعاد وثمود ، والقرى التي انقلبت بأهلها ، وصار عاليها سافلها ، بسبب الفعلة الخاطئة التي ارتكبتها هذه القرى ، وهي قرى قوم لوط التي اقتلعها جبريل ، ورفعها على جناحه قرب السماء ثم قبلها ، وكانت خمس قرى .

بالخاطئة . بالفعلة الخاطئة المنكرة ، وهي الكفر والعصيان .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ بِٱلۡخَاطِئَةِ} (9)

{ والمؤتفكات } قرى قوم لوط التي اقتلعها جبريل عليه السلام ، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها ؛ من ائتفك : أي انقلب . والمراد أهلها . { بالخاطئة } أي جاءوا بالفعلات الخاطئة . وإسناد الخطأ إليها مجاز ؛ وإنما هو من أصحابها .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ بِٱلۡخَاطِئَةِ} (9)

والمؤتفكات : المنقلبات ، وهي قرى قوم لوط .

بالخاطئة : بالأعمال الخاطئة الفاحشة .

كذلك فرعون وقومه أخذهم الله بكفرهم . والمؤتفكاتُ أيضاً ، قرى قوم لوط ، لأن الله قَلَبَ تلك القرى فجعل عاليَها سافلَها بسبب خطيئتهم ومعصيتهم . وقد ذكر فرعونَ وقومَ لوطٍ وعاداً وثمود أكثر من مرة .

قراءات :

قرأ الجمهور قَبله بفتح القاف وسكون الباء : أي من تقدمه من القرون الماضية . وقرأ أبو عمرو والكسائي : ومن قِبله بكسر القاف وفتح الباء أي ومن عنده من أتباعه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ بِٱلۡخَاطِئَةِ} (9)

{ 9 - 12 } { وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ * فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً * إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }

أي : وكذلك غير هاتين الأمتين الطاغيتين عاد وثمود جاء غيرهم من الطغاة العتاة كفرعون مصر الذي أرسل الله إليه عبده ورسوله موسى [ ابن عمران ] عليه الصلاة والسلام وأراه من الآيات البينات ما تيقنوا بها الحق ولكن جحدوا وكفروا ظلما وعلوا وجاء من قبله من المكذبين ، { وَالْمُؤْتَفِكَاتِ } أي : قرى قوم لوط الجميع جاءوا { بِالْخَاطِئَةِ } أي : بالفعلة الطاغية وهي{[1208]}  الكفر والتكذيب والظلم والمعاندة وما انضم إلى ذلك من أنواع الفواحش{[1209]}  والفسوق .


[1208]:- في ب: هو.
[1209]:- في ب: المعاصي.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ بِٱلۡخَاطِئَةِ} (9)

قوله تعالى : " وجاء فرعون ومن قبله " قرأ أبو عمرو والكسائي " ومن قبله " بكسر القاف وفتح الباء ، أي ومن معه وتبعه من جنوده . واختاره أبو عبيد وأبو حاتم اعتبارا بقراءة عبدالله وأبي " ومن معه " . وقرأ أبو موسى الأشعري " ومن تلقاءه " . الباقون " قبله " بفتح القاف وسكون الباء ، أي ومن تقدمه من القرون الخالية والأمم الماضية . " والمؤتفكات " أي أهل قرى لوط . وقراءة العامة بالألف . وقرأ الحسن والجحدري " والمؤتفكة " على التوحيد . قال قتادة : إنما سميت قرى قوم لوط " مؤتفكات " لأنها ائتفكت بهم ، أي انقلبت . وذكر الطبري عن محمد بن كعب القرظي قال : خمس قريات : صبعة وصعرة وعمرة ودوما وسدوم ، وهي القرية{[15299]} العظمى .

" بالخاطئة " أي بالفعلة الخاطئة وهي المعصية والكفر . وقال مجاهد : بالخطايا التي كانوا يفعلونها . وقال الجرجاني : أي بالخطأ العظيم ، فالخاطئة مصدر .


[15299]:راجع تاريخ الطبري ص 343 من القسم الأول طبع أوربا.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ بِٱلۡخَاطِئَةِ} (9)

ولما أخبر تعالى عمن أهلك بالريح ومن أهلك بما سببه الريح تسبيباً قريباً بغير واسطة ، وكان ذلك كله{[67915]} - لخروجه عن العادة - راداً على أهل الطبائع ، أخبر بمن أهلك{[67916]} مما سببته الريح من الماء بواسطة السحاب ، وكانت سبب تطابقه عليهم مع أن كفرهم بالتعطيل الذي هو أنحس أنواع الكفر للقول بالطبيعة التي تتضمن الإنكار للبعث ، وكان إغراقهم بما يكذب معتقدهم لخروجه عن العادة ، فقال منبهاً على قوة كفرهم بالمجيء : { وجاء } أي أتى إتياناً عالياً شديداً { فرعون } أي{[67917]} الذي ملكناه على طائفة من الأرض فعتى وتجبر وادعى الإلهية ناسياً هيبتنا وقدرتنا بنقمتنا وأنكر الصانع وقال بالطبائع { ومن قبله } أي في جهته وفي حيزه وما يليه وفي السير بسيرته{[67918]} من العلو في الأرض بغير الحق والعتو في الكفر ، وهو ظرف مكان ، هكذا على قراءة البصريين والكسائي{[67919]} بكسر الكاف وفتح الموحدة ، فعم ذلك كل من كان كافراً عاتياً من قبله ومن بعده ، وهو معنى قراءة الباقين بفتح القاف وإسكان الباء الموحدة{[67920]} على أنه ظرف يقابل " بعد " بزيادة .

ولما كان قوم لوط عليه السلام قد جمعوا أنواعاً من الفسوق لم يشاركهم فيها أحد ، فاشتمل عذابهم على ما لم يكن مثله عذاب ، فكان كل من فعلهم الذي لم يسبقهم به أحد من العالمين وعذابهم الذي ما كان مثله{[67921]} قبل ولا بعد ، راداً على أهل الطبائع{[67922]} ، نص عليهم من بين من دخل فيمن{[67923]} قبله على القراءتين فقال : { والمؤتفكات } أي أهل المدائن المنقلبات بأهلها حتى صار{[67924]} عاليها سافلاً{[67925]} لما حصل لأهلها من الانقلاب حتى صاروا إياه{[67926]} واتبعت حجارة الكبريت{[67927]} وخسف بها وغمرت بما ليس في الأرض مثله وهي قرى قوم لوط عليه السلام { بالخاطئة * } أي الخطأ أو الأفعال ذات الخطأ التي تتخطى منها إلى نفس الفعل القبيح من اللواط والصفع والضراط مع الشرك وغير ذلك من أنواع الفسق والعناد والطغيان .


[67915]:- زيد من ظ وم.
[67916]:- من ظ وم، وفي الأصل: هلك.
[67917]:- سقط من م.
[67918]:- من ظ وم، وفي الأصل: في سيرته.
[67919]:- من ظ وم، وفي الأصل: الكشاف- وراجع نثر المرجان 7/472.
[67920]:- سقط من ظ وم.
[67921]:- من ظ وم، وفي الأصل: قبله.
[67922]:- سقط من م.
[67923]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيما.
[67924]:- من ظ وم، وفي الأصل: عليها سيافنا.
[67925]:- من ظ وم، وفي الأصل: عليها سيافنا.
[67926]:- في الأصل بياض ملأناه من ظ وم.
[67927]:- من ظ وم، وفي الأصل: خسفت.