تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ} (2)

1

المفردات :

اكتالوا : اشتروا بالكيل ، ومثله الوزن .

يستوفون : يأخذون الكيل وافيا كاملا ، والوزن وسائر الحقوق كذلك .

كالوهم : أعطوا غيرهم بالكيل .

وزنوهم : أعطوا غيرهم بالوزن .

يخسرون : ينقصون الكيل والوزن ، ويظلمون غيرهم .

التفسير :

2 ، 3- الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون* وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون .

أي : إذا اخذوا الكيل من الناس أخذوه كاملا لأنفسهم ، وإذا كالوا لهم أو وزنوا لهم ، ينقصون الكيل والوزن .

قال المفسرون :

نزلت في رجل يعرف ب ( أبي جهينة ) كان له صاعان ، يشتري بأحدهما ، ويبيع بالآخر .

وقد حارب القرآن هذا النموذج الأناني الذي يهتم بنفسه ولا يهتم بالآخرين ، كما شنع القرآن على قوم شعيب ، وقد أهلكهم الله لكفرهم ، ولتطفيف المكيال والميزان ، وقد نصحهم نبي الله شعيب وكرّر لهم النصح ، وعلى لسان شعيب قال القرآن الكريم : ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين . ( هود : 85 ) .

وتكرري قصة شعيب في سورة الشعراء وغيرها من السّور ، حيث يقول شعيب لقومه : أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين* وزنوا بالقسطاس* ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين* واتقوا الذي خلقكم والجبلّة الأوّلين . ( الشعراء : 181- 184 ) .

وقد تكررت وصايا القرآن بضبط الميزان ، وعدم تطفيف الكيل والميزان .

قال تعالى : وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا . ( الإسراء : 35 ) .

و قال سبحانه : وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلّف نفسا إلا وسعها . . . ( الأنعام : 152 ) .

وقال عز وجل : وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان . ( الرحمان : 9 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ} (2)

{ إذا اكتالوا . . . } أي إذا أخذوا من الناس ما لهم قبلهم من حق بحكم الشراء ونحوه{ يستوفون } لأنفسهم ؛ فيكتالونه منهم وافيا وافرا . و " على " و " من " يتعاقبان ؛ فيقال : اكتلت عليه ، أخذت منه ما عليه كيلا .

واكتلت منه : استوفيت منه . وكال المعطى ، " واكتال الآخذ . وعبر ب " على " بدل " من " لتضمين الاكتيال معنى الاستلاء . أو للإشارة إلى أمه اكتيال ضار بالناس ؛ لاحتيالهم فيه على الأخذ الوافر بما تيسر لهم من الحيل ، وكانوا يفعلونه بكبس المكيل أو تحريك المكيال ، ونحو ذلك . ومثل الاكتيال : الاتزان فيما يوزن ، والذرع فيما يذرع .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ} (2)

إذا اكتالوا على الناس يستوفون . . . . : عندما يكتالون لأنفسِهم من الناس يأخذون حقهم وافيا ، أما إذا كالوهم أو وزنوهم فإنهم يُنقِصون حقوق الغير .

أما مَن هم ، فهم أولئك الذين يتقاضَون بضاعتهم وافية عند الشراء .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ} (2)

وفسر الله المطففين بقوله{[1374]} { الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ } أي : أخذوا منهم وفاء عما ثبت لهم قبلهم { يَسْتَوْفُونَ } يستوفونه كاملا من غير نقص .


[1374]:- في ب: بأنهم.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ} (2)

{ الذين إذا اكتالوا } أخذوا بالكيل { على الناس } من الناس { يستوفون } يأخذون حقوقهم تامه وافية

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ} (2)

وقد فسره الله سبحانه وتعالى فقال : { الذين إذا اكتالوا } أي عالجوا الكيل أو الوزن فاتزنوا - بما دل عليه ما يأتي ، وعبر بأداة الاستعلاء ليكون المعنى : مستعلين{[72118]} أو متحاملين { على الناس } أي خاصة بمشاهدتهم كائنين من كانوا لا-{[72119]} يخافون شيئاً ولا يراعون أحداً ، بل صارت الخيانة والوقاحة لهم ديدناً ، وهذا الفعل يتعدى بمن وعلى ، يقال : اكتال من الرجل وعليه ، ويجوز {[72120]}أن يكون اختيار التعبير{[72121]} بعلى هنا مع ما تقدم للإشارة إلى أنهم إذا{[72122]} كان لهم نوع علو بأن كان المكتال منه ضعيفاً خانوه{[72123]} فيكون أمرهم دائراً على الرذالة وسفول الهمة التي لا أسفل منها { يستوفون * } أي يوجدون لأنفسهم الوفاء وهو تمام الكيل بغاية الرغبة والمبالغة في الملأ ، فكأنه ذكر " اكتالوا " ولم يذكر " اتزنوا " لأنه لا يتأتى في-{[72124]} الوزن من المعالجة ما يتأتى في الكيل ، ولأنهم يتمكنون في الاكتيال من المبالغة في استيفاء المؤدي إلى الزيادة ما لا يتمكنون من مثله في الاتزان{[72125]} ، وهذا بخلاف الإخسار فإن التمكن بسببه حاصل في الموضعين فلذلك ذكرهما فيه{[72126]} .


[72118]:من ظ و م، وفي الأصل: مستقلين.
[72119]:زيد من ظ و م.
[72120]:تكرر ما بين الرقمين في الأصل فقط.
[72121]:تكرر ما بين الرقمين في الأصل فقط.
[72122]:من ظ و م، وفي الأصل: إذ.
[72123]:من ظ و م، وفي الأصل: خافوه.
[72124]:زيد من ظ .
[72125]:من ظ و م، وفي الأصل: الإنزال.
[72126]:تكرر في الأصل فقط.