فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ} (2)

ثم بين سبحانه المطففين من هم فقال { الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون } الاكتيال الأخذ بالكيل ، قال الفراء يريد اكتالوا من الناس ، " وعلى " " ومن " في هذا الموضع يعتقبان ، يقال اكتلت منك أي استوفيت منك وتقول اكتلت عليك أي أخذت ما عليك ، قال الزجاج : إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل .

قال الزمخشري : لما كان اكتيالهم اكتيالا يضرهم ويتحامل فيه عليهم أبدل " على " مكان " من " للدلالة على ذلك ، ويجوز أن يتعلق بيستوفون ، " وقد المفعول على الفعل لإفادة الخصوصية أي يستوفون على الناس خاصة ، فأما أنفسهم فيستوفون لها قال السمين : وهو حسن .

ولم يذكر اتزنوا لأن الكيل والوزن بهما الشراء والبيع فأحدهما يدل على الآخر ، قال الواحدي قال المفسرون : يعني الذين إذا اشتروا لأنفسهم استوفوا في الكيل والوزن ، وإذا باعوا ووزنوا لغيرهم نقصوا وهو معنى قوله : { وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } .