اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ} (2)

قوله : { عَلَى الناس } . فيه أوجه :

أحدها : أنَّه متعلق ب «اكتالوا » ، و«على » و«من » «يتعاقبان » هنا .

قال الفراء : يقال : اكتلتُ على النَّاسِ : اسْتوفَيْتُ مِنهُمْ ، واكْتلتُ مِنهُمْ : أخذتُ مَا عَليْهِمْ .

وقيل : «على » بمعنى اكتل على ومنه بمعنى ، والأول أوضح .

وقيل : «على » يتعلق ب «يستوفون » .

قال الزمخشري{[59556]} «لما كان اكتيالهم لا يضرهم ، ويتحامل فيه عليهم أبدل«على » مكان «من » للدلالة على ذلك ، ويجوز أن يتعلق ب «يستوفون » وقدَّم المفعول على الفعل لإفادة الخصوصية ، أي : يستوفون على الناس خاصَّة ، فأمَّا أنفسهم فيستوفون لها . وهو حسن .


[59556]:ينظر: الكشاف 4/719.