فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ} (2)

ثم بيّن سبحانه المطففين من هم ؟ فقال : { الذين إِذَا اكتالوا عَلَى الناس يَسْتَوْفُونَ } أي يستوفون الاكتيال والأخذ بالكيل . قال الفرّاء : يريد اكتالوا من الناس ، وعلى ومن في هذا الموضع يعتقبان ، يقال : اكتلت منك : أي استوفيت منك ، وتقول : اكتلت عليك : أي أخذت ما عليك . قال الزجاج : إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل ، ولم يذكر اتزنوا لأن الكيل والوزن بهما الشراء والبيع فأحدهما يدل على الآخر . قال الواحدي : قال المفسرون : يعني الذين إذا اشتروا لأنفسهم استوفوا في الكيل والوزن ، وإذا باعوا ووزنوا لغيرهم نقصوا .